Sunday, October 30, 2016

عنترة بن شداد (525 م - 608 م) ومعلقته



معلقة عنترة بن شداد (525 م - 608 م)
اسمه عنترة بن معاوية بن شداد، وكانت أمه حبشية، ويكنى أبا المغلس وقال غيره هو عنترة بن شداد بن معاوية بن رباح. قيل إن واحداً من بني عبس شتمه وعيّره بأمّه وسخر منه لسواد لونه فانبرى عنترة يفتخر ببسالته ويصف فروسيته متحدّياً خصمه الذي قال له: أنا أعظم شاعرية منك. فإذا صحت هذه الرواية تكون معلقة عنترة أولى قصائده الطوال وأجودها لأنه لا يذكر له قبلها إلا الأبيات المتفرقة والمقاطع القصيرة. تحتوي هذه المعلقة على 75 بيتا.
انتهت حياة عنترة بعد أن بلغ من العمر تسعون عاماً تقريباً، فقد كانت حياته منحصرة بين سنتي 525 و615 ميلادية، وذكر الزركلي في الأعلام أن وفاته كانت في عام 600 ميلادية، وهو مايوازي العام الثاني والعشرين قبل الهجرة.
نظم معلقته بعد أن شتمه رجل وعايره بسواده وأمه وإخوته، وأنه لا يقول الشعر، فأنشأ معلقته. نظم عنترة معلقته كباقي الشعراء فيبدأ بوصف الفراق، ثم يذكر عبلة (محبوبته) وخطابها، ثم يذكر شجاعته وفروسيته وهزيمة أعداءه.
مطلع معلقته:
هل غادر الشعراء من متردم ؟  =    أم هل عرفت الدر بعد توهم ؟
الأفكار الرئيسية:
§         الوقوف على أطلال "عبلة".
§         الظعن (الرحلة).
§         الغزل وغيره.
§         قتله زوج المرأة الحسناء
§         قتله الفارس المدجج
§         قتله شيخ القبيلة، وغيره
§         مقاتلته القوم، وغيره
مطلع معلقته:
§         هل غادر الشعراء من متردم ؟  =    أم هل عرفت الدر بعد توهم ؟
الأغراض في معلقته:
وتكاد معلقة عنترة تكون محدّدة الأغراض، فهو يستهل كسائر الجاهليين، بذكر الأطلال ووصف الفراق، ثم ينتقل على ذكر عبلة حبيبته ووصفها، ويعود إلى ذكر عبلة ومخاطبتها، مفتخراً بمناقبه الأخلاقية وفروسيته، ويخلص عنترة إلى وصف الخمرة والاعتداد بكرمه، وينتهي بوصف قوّته ونيله من أعدائه وتفوقه في الحرب والقتال.
رأيهم عن معلقة عنترة:
وقال بعض المستشرقين: تتحلى معلقة عنترة بأفضل سمات شعر ما قبل الإسلام، وتتضمن حرارة وطاقة تتعاقب ولمسات رقيقة، ربما تفوق سابقاتها. من الواضح أنها نظمت في وقت بعد بداية حبه لعبلة عندما فصله عنها الشجار الطويل بين الأقرباء. يضمن عنترة معلقته حبه المبكر. ثمة وصف في المعلقة أيضاً لحصانه يروق لذوقنا العصري المحب للحيوانات ربما أكثر مما وجد في الشعر القديم، حيث هذا النوع من المحبة لم يفهم إلا بشكل ضئيل. كما أنها متحررة من وصمة السياسة أكثر من أي من المعلقات باستثناء معلقة امرؤ القيس.
وقال دبليو إى كلوستون عن معلقة عنترة في كتاب من تحريره وتقديمه عن الشعر العربي: معلقة عنترة خليط لا فت للنظر من التعبير الرعوي اللطيف ولحظات القتل والثأر الشرسة. في الأبيات (14-19) يقارن الشاعر فاه حبيبته بروضة عطرة:
أو روضة أنفاً تضمن بنتها       -        غيث قليل الدمن ليس بمعلم.
تجعل هذه القصيدة ربما أفضل من أي شيء آخر في المعلقات الأخرى. نتزود بلمحات مثيرة للاهتمام عن حياة العرب في هذه الفسيفساء من الأريج الشعري:
هدم مضارب العائلة في الصحراء ليلاً  -  الإبل محملة وملجمة تأكل الحبوب
نعام صغير يحوم حول طائر              -   ذكر مثل قطيع إبل سوداء يمنية
الخصائص الأسلوبية في معلقته:
حرص الشاعر على إبراز أفكاره ومعانيه وترسيخها في نفوس مستمعيه؛ فحشد العديد من الصور الفنية التي انتزاعها من بيئته الجاهلية والصحراوية، منها:
يَا دَارَ عَبْلَةَ بِالْجِوَاءِ تَكَلَّمِي  =  وَعِمِي صَبَاحًا دَارَ عَبْلَةَ وَأسْلَمِي
واستخدم الشاعر في قصيدته لغة سهلة قريبة ، خالية من التعقيد، وربما كان هذا عائدا إلى طبيعة موضوع القصيدة الذي يتطلب المباشرة والوضوح في مخاطبة الناس وإقناعهم. وجاءت ألفاظه جزلة قوية وتراكيبه متينة لا ركاكة فيها ولا ضعف، وهي واضحة مألوفة في الاستعمال الأدبي في العصر الجاهلي.
عنترة وعبلة:
أحبّ عنترة ابنة عمه عبلة بنت مالك أعظم الحب وأشده، وكانت من أجمل نساء قومها وأبعدهم صيتاً في اكتمال العقل ونضرة الصبا. تقدم عنترة إلى عمه مالك يخطب ابنته عبلة، ولكنه رفض أن يزوج ابنته من رجل أسود. ويقال: إنه طلب منه تعجيزاً له وسداً للسبل في وجهه ألف ناقة من نوق النعمان المعروفة بالعصافير مهراً لإبنته، ويقال: إن عنترة خرج في طلب عصافير النعمان حتى يظفر بعبلة، وإنه لقي في سبيلها أهوالاً جساماً، ووقع في الأسر، ثم تحقق حلمه في النهاية وعاد إلى قبيلته ومعه مهر عبلة ألفاً من عصافير الملك النعمان. ولكن عمه عاد يماطله ويكلفه من أمره شططاً، ثم فكر في أن يتخلص منه، فعرض ابنته على فرسان القبائل على أن يكون المهر رأس عنترة.
ويميل البعض إلى الرأي القائل أن عنترة تزوج عبلة لعوامل وأسباب، منها أنه قد استحلق بنسب أبيه فزالت عنه هجنة النسب وأصبح ابن عم لعبلة، ثم إنه كان من أشهر فرسان قبيلة بني عبس بل فارس من فرسان العرب، وقوته وفروسيته .
******

2 comments: