Thursday, June 6, 2024
Sunday, June 2, 2024
إنا غريبانِ ههنا لجميل صدقي الزهاوي (١٨٦٩-١٩٣٦)
إنا غريبانِ ههنا
جميل صدقي الزهاوي (١٨٦٩-١٩٣٦)
لقد كنتُ في
دربٍ بِبغدادَ ماشيًا وقد أوْشكتْ شمسُ النهارِ تغِبُ
فصـادَفتُ
شيخًا قد حنَى الدهرُ ظهرَهُ له فوقَ مستنِّ الطريقِ دبيبُ
عليهِ ثيابٌ
رثةٌ غيرَ أنهـا نِظافٌ فلم تُدنَّسْ لهن جيوبُ
تدلُّ غُضونٌ
في وَسيعِ جبينِهِ على أنّه بينَ الشيوخِ كئيبُ
يسيرُ
الهوينا والجماهيرُ خلفهُ يسبونه والشيخُ ليسَ يجيبُ
أحالوا عليه
بالحَصَى يَرجُمونهُ وفي الرأسِ منه شجةٌ ونُدوبُ
له وقفةٌ
يَقوى بها ثم شهقةٌ تكادُ لها نفسُ الشفيقِ تذوبُ
فتسـألتُ مَنْ
هذا فقالَ مُجاوِبٌ هوَ الحقُّ جاءَ اليومَ فهو غريبٌ
فجئتُ إليه
ناصرًا ومسليًا ودمعي لِأشـفَاقي عليه صبيبُ
وقلتُ له
"إنا غريبانِ ههنا وكلُّ غريبٍ للغريبِ نسيبُ"
شرح القصيدة
×
قصيدة "إنا غَريبان" هي
قصيدة قوية ومؤثرة تجسد محنة المضطهدين والمهمشين. يصادف المتحدث رجلاً عجوزًا،
منحنيًا بسبب تقدم السن ومثقلًا بالمصاعب، ويتعرض لسوء المعاملة من قبل حشد من
الناس. إن تعاطف المتحدث مع الرجل العجوز يقودهم إلى التدخل وتقديم العزاء. وتختتم
القصيدة بكشف المتحدث عن هوية الرجل العجوز: إنه الحقيقة التي جاءت إلى عالم لم
يعد يرحب به.
×
القمع والتهميش: تسلط القصيدة الضوء
على سوء معاملة الرجل العجوز الذي يتعرض للنبذ والإساءة من قبل الجمهور. وهذا
بمثابة استعارة لقضية القمع والتهميش الأوسع، والتي يمكن أن تؤثر على الأفراد أو
مجموعات كاملة من الناس.
×
الرحمة والتضامن: إن تعاطف المتحدث مع
الرجل العجوز يدفعه إلى تقديم الدعم والراحة. يوضح هذا العمل اللطيف أهمية التعاطف
والتضامن في مواجهة الظلم.
×
منفى الحقيقة: الكشف عن أن الرجل
العجوز هو الحقيقة يؤكد الموضوع الرئيسي للقصيدة: الحقيقة غالبًا ما تكون غير مرحب
بها بل ومضطهدة في عالم يفضل الجهل والامتثال.
× حياةٌ حافلةٌ بالأدب والنضال
عن الشاعر
برزَ جميل صدقي الزهاوي (١٨٦٩-١٩٣٦) كشخصيةٍ
أدبيةٍ عملاقةٍ في العراق والعالم العربي، اشتهر بإنتاجه الشعري الغزير،
وابتكاراته الأدبية الرائدة، والتزامه الراسخ بالقضايا الاجتماعية والسياسية.
وُلدَ الزهاوي في عائلةٍ مرموقةٍ ببغداد، وأظهرَ منذ صغره موهبةً فذةً للغة
والأدب. بدأ كتابة الشعر في سنٍ مبكرةٍ، ونالَ سريعًا الاعترافَ ببراعته الشعرية
وبصائره الثاقبة.
× رائدٌ مُبتكرٌ في الشعر
تميّزتْ مسيرةُ الزهاوي الشعريةُ بالسعي الدؤوب
نحو الابتكار والتجريب. تحرّرَ من قيود الشعر العربي التقليدي، واعتمدَ أشكالًا
وأساليبَ جديدةً تعكسُ الواقعَ المتغيرَ في عصره. اتسمتْ قصائدهُ بوعيٍ اجتماعيٍ
عميقٍ، وغالبًا ما تناولتْ مواضيعَ الظلم والقهر ومعاناةَ المهمشين.
× بطلُ العدالة الاجتماعية
ارتبطتْ مساعيُ الزهاوي الأدبيةُ بنشاطه الدؤوب
من أجل الإصلاح الاجتماعي والسياسي. كان من أشدّ المدافعين عن استقلال العرب، ومن
أشدّ منتقدي الحكم الاستعماري. غالبًا ما كانتْ قصائدهُ وكتاباتهُ منبرًا لتحدّي
الوضع القائم والدعوةِ إلى مجتمعٍ أكثر عدلاً وإنصافًا.
× إرثٌ أدبيٌ عظيمٌ
إرثُ الزهاوي الأدبيّ واسعٌ وخالدٌ. فقد تركَ
وراءهُ أعمالًا غزيرةً، تشملُ آلافَ القصائد، والنثر، والترجمات. تحظى مساهماتهُ
في الأدب العربيّ باعترافٍ واسعٍ، ويُعتبرُ من روّاد الشعر العربي الحديث.
×
إنجازاتٌ رئيسيةٌ
- أَسَّسَ
استخدامَ الشعر الحرّ في الشعر العربي
- أدخلَ
مواضيعَ جديدةً إلى الشعر العربي، مثل العدالة الاجتماعية والتعليق السياسي
- ترجمَ
أعمالًا من لغاتٍ أخرى إلى العربية، بما في ذلك شكسبير وغوته
- لعبَ
دورًا هامًا في تطوير القومية العراقية والنهضة العربية