Monday, November 8, 2010

محمد احمد عبدالولي 1940- 1973


 محمد احمد عبدالولي 1940- 1973


ولد محمد عبد الولي في 12 نوفمبر 1939م بمدينة دبرهان الأثيوبية عن أب يمني وأم أثيوبية، وكان والده من المهاجرين الذين انضموا إلى حركة الأحرار اليمنيين.

    * أمضى طفولته في أثيوبيا، حيث درس في مدرسة الجالية اليمنية بأديس أبابا من ثم عاد من غربته سنة 1946م.
    * سافر للدراسة في الأزهر يمصر سنة 1955م، وشارك في تأسيس أول رابطة للطلبة اليمنيين التي انعقد مؤتمرها التأسيسي سنة 1956م.
    * طرد مع 24 طالبا من مصر سنة 1959م، بتهمة الانتماء إلى الشيوعية، وسافر بعدها إلى موسكو ودرس في معهد غوركي للآداب الشهير لمدة عامين، من ثم عاد إلى أرض الوطن بعد الثورة في شمال الوطن في سنة 1962م.
    * انضم للسلك الدبلوماسي قائماً بأعمال سفارات الجمهورية العربية اليمنية في موسكو وغيرها من البلدان إلى أن تفرغ لافتتاح داراً للنشر بتعز.
    * سجن بعدها لمدة عام سنة 1968م، وأعيد إلى سجن القلعة مكبلاً بالقيود مرة أخرى سنة 1972م.
    * له عدة أعمال طبعت منها مجموعته الأولى سنة 1966م ومجموعته الثانية سنة 1972م. وترجمت بعض أعماله إلى الفرنسية والروسية والألمانية والإنكليزية.
    * أشهر روايته "يموتون غرباء" مسلسلة في صحيفة "الشرارة" عام 1971م ومن ثم طبعت في بيروت في دار العودة عام 1973م. وله رواية أخرى هي "صنعاء مدينة مفتوحة"، وقد تعرضت الأخيرة لحملة تكفير عام 2000م.
    * توفى في حادث انفجار طائرة كانت تقل دبلوماسيين من جنوب اليمن
           30/4/1973م.  
                                                      **
شهدت القصة اليمنية في حياة محمد أحمد عبدالولي ازدهاراً لم يسبق له مثيل. ويعود الفضل في ذلك إلى تنوع تجربته وثقافته وموهبته الفنية التي صقلها بدراسة فن القصة. ولم يعتمد على جهده الفردي الذي اكتسبه من القراءة المتواصلة وإنما تابع أثناء دراسته في مصر كل الندوات والمحاضرات ودرس في معهد جوركي للآداب في موسكو مدة عامين.
لقد تعرف عن كثب بكبار أساتذة القصة القصيرة العرب والأجانب. وسمع تقييماً كم كبار الأساتذة لانتاجه القصصي المترجم إلى اللغة الروسية. وكان يحب في بداية حياته القصصية تشيخوف ويوسف إدريس وحنامينا وغيرهم إلى درجة الجنون.
ورغم ذلك، لم يقع كغيره من الناشئين في شبكة التقليد والمحاكاة. وظل يكتب على سجيته، دون التفات إلى حصيلته الثقافية.. فلقد كانت مرارة التجربة التي عاشها في الطفولة والصبا هي المسيطر الأول على كل إنتاجه.
وقع في إحدى قصصه التي لم تنشر بعد ضحية هذه المرارة والشعور بالغربة. فحول القصيدة الشهيرة لمحمد أنعم غالب " الطريق " إلى قصة، لأنها تتحدث عن حالة المهاجر وذويه وبيته في الوطن:
" يا بيتنا على التلال
أني أراه طيف ".
إذن فمحمد أحمد عبدالولي قد سخر ثقافته للتعبير عن هذا الكنز من الملاحظات في المهجر أولاً ثم الوطن، خاصة في السنين الأخيرة.
وأثرى القصة القصيرة اليمنية. ومضى مع زملائه على باذيب وأحمد محفوظ عمر وعلي محمد عبده وغيرهم على هذا الطريق الذي لم يتوان عنه يوماً واحداً منذ عام 1954م.
ومحمد عبدالولي قاض سياسي واجتماعي.. وتتميز قصصه عن بقية  القصص اليمنية بالمواكبة الفعلية للقصة العربية والعالمية من حيث الشكل والمضمون.
فمنذ نهاية الثلاثينات والقصة اليمنية تتخذ طابع الخطابة والوعظ الاجتماعي والسياسي أو تنح ومنحى رومانتيكياً فيما بعد. وقد تأثر أول كاتب قصة يمنية، البراق بأسلوب المنفلوطي في الوعظ، وكان كتاب القصة في عدن حتى عام 1956 مجرد رواة عن حب رقيق مصدره الثقافة وليس الواقع. وكتب الدخان مقطوعات شاعرية صغيرة في الصحف العدنية ثم طبعها في كتيب وانهى علاقته بالقصة. وبدأ علي باذيب يكتب القصة السياسية المباشرة بأسلوب حديث.
كل هذه المحاولات المتنوعة. كانت بداية للقصة القصيرة اليمنية التي مضى على دربها وطورها بشكل جدي محمد أحمد عبدالولي وعلي باذيب وأحمد محفوظ عمر ومحمد الزرقة وزيد مطيع دماج وعلي محمد عبده وغيرهم من الشباب.
كان قاصنا الشهيد أكثر القصصيين اليمنيين انتاجاً وطموحاً للنشر.
فقد أصدر مجموعته الأولى " الأرض يا سلمى " جمع فيها باكورة انتاجه وانطباعاته عن الوطن والغربة. وأصدر مجموعة أخرى باسم " شيء اسمه الحنين " في نهاية عام 1972.
                                                          ***

محمد أحمد  عبدالولي قاص وروائي وكاتب مسرحي من اليمن يعتبره النقاد رائد القصة القصيرة بحق في اليمن، وتحديداً مرحلة الستينيات التي أخذ فيها هذا الشكل السردي يتبلور تدريجياً في اليمن. ذلك أن عبقريته الإبداعية التي استمرت حتى أوائل السبعينيات(زمن وفاته)تجلت أكثر ما تجلت في المعالجة الفنية لجملة من القضايا الاجتماعية: قضية الهجرة من الوطن خاصة وما نتج عنها من قضايا و" مواقف" إشكالية من قبيل قضايا الوجود وموقفه من الدين والله والمرأة، الناتجة كلها عن الظلم الاجتماعي والقهر السياسي. وهذا الأخير يعد" كما يؤرخ اليمنيون لذلك" السبب الرئيسي في هجرة الإنسان اليمني إلى خارج الوطن قراراً من بطش الإمام وقهره الفارض على الناس شتى ألوان العزلة والتخلف والجهل والفقر، المؤدية جميعها إلى بروز ظاهرة الهجرة اليمنية طلباً للرزق وإثبات الذات المفقودة داخل الوطن، فعلى سبيل المثال موقفه من قضية المرأة التي تركها زوجها المهاجر إلى خارج الوطن وهي تعاني من ويلات الوحدة وحملها مسؤولية تربية الأبناء ورعاية الأرض.
وكذا المرأة التي كانت تنتمي إلى ما كان يطلق عليهم بـ" المولّدين" وهم أبناء اليمن المهاجرين المولودين من أمهات حبشيات، كما يوضح كل ذلك موقف  عبدالولي الذي يعد استثنائيا من الوجهة الاجتماعية. ولذلك كان اختبارنا لعبدالولي دون غيره من كتاب القصة اليمنية. اختياراً مقصوداً ومستوعباً حجم الاستثنائية الذي اتسم به موقف  عبدالولي ووجهة نظرة.. الفنية، مادمنا نفهم الرؤية في إبراز معانيها النقدية مرادفة لمصطلح وجهة النظر الذي ينطلق من تقنية الراوي في علاقته بعالمه الحكائي(القصصي أو الروائي).