Tuesday, January 15, 2019

التوجيهات الحديثة في النقد

التوجيهات الحديثة في النقد
الأنساق المضمرة Tacit Mode 
E          وهي أنساق ثقافية وتاريخية تتكون عبر البيئة الثقافية والحضارية، وتتقن الاختفاء من تحت عباءة النصوص، ويكون لها دور سحري في توجيه عقلية الثقافة وذائقتها، ورسم سيرتها الذهنية والجمالية. وعليه فإن النقد الثقافي هو مشروع في نقد الأنساق، والنسق مرتبط بكل ما هو مضمر من جهة.
E          وهي عبارة عن عناصر مترابطة متفاعلة متمايزة لها دينامية تشتغل على منظومات خارجية وداخلية.
E          ومن الشعراء الذين تضمن العديد من خطاباتهم الشعرية انساقا مضمرة الدكتور عمار المسعودي الذي يشتغل خطابه الشعري على إرساء مفاهيم كونية وصوفية منفلتة عن المهيمن اللاهوتي في تشكلاته لمدينته الفاضلة التي يرسمها لذاته.
E          ومن الرواد الغربيين في هذا المنهج : ميشال فوكو وريموند ويليامز.
E          ومن الرواد العرب : ادوارد سعيد  والغذامي.
أفق التوقعات      Horizon of Expectations
E          مصطلح نقدي أطلقه روبرت ياوس بشكل أساس على تلمس معطيات جماليات التلقي من خلال استكشاف قدرة القارئ على الاستغراق مع الدلالة النصية في عملية التلقي .
E          هي عملية اتحاد وتطابق بين الأفاق التي يتضمنها العمل الأدبي في داخل فضاء التلقي لدى القارئ (المتلقي) لتنتج عملية بناء المعنى وفق عملية تكوين مركزية تساهم فيها مكونات أفق توقعات المتلقي الثلاثة، التجربة المسبقة عن جنس العمل لدى الجمهور، وشكل الأعمال المسبقة وموضوعاتها والتعارض بين لغتي الخيال والواقع اليومي .
E          وان العمل الأدبي يتكون من محورين أولهما النص كبنية أبدعها المؤلف، والثاني تلقيه من القارئ، ويتشكل معنى النص في تجدده الدائم، معنى متجدد هو نتيجة تطابق واتحاد عنصرين : أفق التوقع المفترض في العمل وأفق التجربة المفروضة في المتلقي، بحيث تجري عملية الاتحاد والتطابق في أفق توقعات المتلقي الذي يمثل الفضاء الذي تتم من خلاله عملية بناء ورسم الخطوات المركزية للتحليل ويتشكل أفق التوقعات لدى المتلقي (القارئ ) من ثلاثة عوامل أساسية هي التجربة المسبقة التي يمتلكها الجمهور عن الجنس الأدبي، ثم شكل الأعمال المسبقة وموضوعاتها ثم التعارض القائم بين اللغة الشعرية ولغة الممارسة،أي التعارض بين لغة الخيال ولغة الواقع اليومي.
E          ومن رواد هذا المصطلح أيزر و روبرت ياوس.
الشكلانية
E          إن الشكلانية صفة ألصقها بها مناوؤوها، حيث تفيد القدح في نظر واضعي هذه الصفة بالقياس إلى المقاربات التي كان يعرفها تاريخ الأدب الروسي، خاصة الاتجاهات النفسية والاجتماعية والدينية والأخلاقية والرمزية واللغوية.
E          هو الرجوع إلى المهارة في الصنعة (CRAFTSMANSHIP)، هو تطبيق النموذج التقنولوجي على الإنتاج الفني الإنساني.
E          ظهرت الشكلانية بمظهر النظرية الجمالية والنظام العلمي للأدب بعد فترة الأزمة التي دخلها الأدب الروسي بسبب هيمنة القراءات الخارجية على التحليل الأدبي.
E          وهدف الشكلانية الروسية: الوصول إلى تحديد منهج موضوعي .ومن خلال هذا المنهج سيمكن دراسة الأدب، وسماته التي تميزه عن غيره فهو أقرب إلى الأسلوب العلمي .
E          وكان للمدرسة الشكلية الروسية مبدءان في دراسة الأدب هما : الأدب نفسه ، أما المبدأ الثاني فهو "الحقائق الأدبية" والتي يجب أن تعطى الأولوية فوق المسلمات الميتافيزيقية في النقد الأدبي سواء كانت فلسفية أو جمالية .
E          خصائص المدرسة الشكلانية : 1.اهمال شخصية الكاتب والقارئ والاهتمام باللغة الشعرية كأساس لدراستهم وبحثهم . 2. لا يمكن للقارئ أن يقرأ الأدب قراءة تصفحية سريعة لأن اللغة الشعرية لم تكتب ليتم تصفحها والمرور عليها مروراً عابراً . 3.  ساعدت المدرسة الشكلانية الروسية على ظهور مدرسة براغ البنيوية في منتصف العشرينيات.
E          أبرز شخصيات المدرسة الشكلية .
E          فيكتور شيكلوفسكي ورومان جاكوبسون وجريكوري فينكور, هم من أحدث ثورة في ميدان النقد الأدبي بين العام 1914 حتى الثلاثينيات و بذل هؤلاء جهودا للتأكيد على خصوصية لغة الشعر والأدب واستقلاليتها .
السيميائية
السيمياء هو علم المعنى الدلالي للعلامة ، وتنقسم العلامات إلى أيقونات ورموز واشارات , والأيقونة ترتبط بمعنى محدد كالصورة الشخصية , والرمز يرمز إلى شيء معين كعقاب السيجار يوحي بوجود مدخن , أما الإشارة فهي شكل ظاهري يوحي إلى معنى باطني كأصفرار المريض , وإن العلامة قد لا تنتج معنى إلا بارتباطها بعلامات أخرى لتكوّن سياق.
هو دراسة حياة العلامات داخل الحياة الاجتماعية .
E          سيميائية العنوان والغلاف والإهداء : بدأت الكتب الصادرة من بطون المطابع تتبارى فيما بينها حول جماليات العتبات الأولى لها ، ويقصد هنا بالعتبات الأولى الغلاف والعنوان والإهداء ، بل راح الكتَّاب أنفسهم يضعون شروطاً بينهم وبين دور النشر حول اختيار نوع الغلاف والألوان الذي يحتويها.
E          سيميائية الأسماء :  للتسمية في التراث العربي سمات ودلالات تحدث عنها قديماً الجاحظ في أكثر من موضع . ولذلك استدعى الاهتمام بأسماء الشخصيات التي لا شك أنها اختيرت عن قصد، بحيث تشير إلى دلالة معينة يوحي بها الاسم بعد أن تتضح صورته في ذهن المتلقي. فاسم مثل "سكينة"، لا ريب أنه يوحي إلى أن المسمى يتسم بالسكينة والوقار والهيبة... واسم كـ"عبد الودود"، و"عبد الباقي"، و"عبد الحميد" ـ وكلها مركبة من "عبد" واسم من أسماء الله الحسنى ـ تدل ولا شك على أن هذه الأسماء الدينية لها مقام في الوسط الاجتماعي.
E          سيميائية الصور : إنّ مفهوم الصورة وإنتاجها قائم على مجموعة من الرموز والدلالات التي تضعنا أمام إشكاليّة اللغة التشكيلية.
E          الوظائف السردية للشخصيات : يقصد بالوظيفة السردية للشخصية ما تمثله هذه الشخصية من شخصيات لها ملامحها الخاصة في المجتمع ، دون الخوض فيما .
E          سيميائية البناء الخارجي للشخصيات : يقصد بالبناء الخارجي للشخصية الملامح الخارجية لهذه الشخصية : شكل الوجه وحجمه ، شكل العينين ولونهما ، شكل الأنف .
E          سيمياء الملامح الداخلية للشخصيات : يقصد بالملامح الداخلية للشخصية الصفات النفسية والعقلية والفكرية والاجتماعية والخُلُقية والعقائدية التي تتمتع بها الشخصية في النص نفسه.
التاريخانية
E          هو مفهوم ابتدعه كارل فرنر عام 1879، في معرض تعريفه لفلسفة فيكو، الذي أكد أن العقل البشري، لا يدرك إلا ما يصنع، أي المنشآت التي تكون العالم التاريخ. وتعني بحسب فريدريك مينكه الشعور بأن الحوادث البشرية فريدة ومتطورة، أما على المستوى المنهجي؛ فإذا كانت الوضعانية تدعو إلى توحيد كل مسالك البحث على غرار منهج الطبيعيات؛
E          فإن التاريخانية تدافع عن خصوصية المنهج التاريخي في البحث.
E          تتحدث التاريخانية إذًا عن المنجز من أعمال البشر، عن ماضي الإنسان، لذلك فهي تُؤسّس لنسق مفاهيمي مبني على أحداث تاريخية أكيدة، بل ومقتنعة بوحدة التاريخ البشري، وبالعقلنة؛ سمةً ملازمة لكل عصرنة ممكنة. تؤمن التاريخانية بأن التاريخ هو العامل المؤثر في أحوال البشر، وتروم رؤية واقعية تبلورها ممارسة المثقفين: تتمثل الماضي تمثلًا ذهنيًا، بهدف التحرر التدريجي للإنسان، عن طريق جدل إيديولوجي وثورة ثقافية، وهذه الأبعاد لا يستوعبها إلا الفكر التاريخي. على هذه الأرضية تضع التاريخانية الإنسان في قلب العملية التاريخية، إذ تستحضر الماضي بصورة مستمرة، لتستمد منه مقولات جاهزة، ليس للذكرى أو التغني بأمجاد الأسلاف، فهذه عمليات رومانسية، لكن لإحيائها وتحقيق تغيير بواسطتها.
E          التاريخانية الجديدة - New Historicism - هي مدرسة من مدارس النقد الأدبي والنظرية الأدبية التي ظهرت لأول مرة عام 1980 في الولايات المتحدة الأمريكية مع أعمال الناقد الأدبي ستيفن جرينبلات في كتاب الصدى والأعجوبة عام 1990، والذي امتد تأثيرها قرابة العشر السنوات بعد ذلك. يرى جرينبلات أن التاريخانية الجديدة لا تفترض العمليات التاريخية على أنها غير قابلة للتغيير وعنيدة، ولكنها لا تميل إلى اكتشاف حدود أو قيود مفروضة على التدخل الفردي.
المنهج النقدي
ويقصد بالمنهج النقدي في مجال الأدب تلك الطريقة التي يتبعها الناقد في قراءة العمل الإبداعي والفني قصد استكناه دلالاته وبنياته الجمالية والشكلية. ويعتمد المنهج النقدي على التصور النظري والتحليل النصي التطبيقي. ويعني هذا أن الناقد يحدد مجموعة من النظريات النقدية والأدبية ومنطلقاتها الفلسفية والإبستمولوجية ويختزلها في فرضيات ومعطيات أو مسلمات، ثم ينتقل بعد ذلك إلى التأكد من تلك التصورات النظرية عن طريق التحليل النصي والتطبيق الإجرائي ليستخلص مجموعة من النتائج والخلاصات التركيبية. والأمر الطبيعي في مجال النقد أن يكون النص الأدبي هو الذي يستدعي المنهج النقدي، والأمر الشاذ وغير المقبول حينما يفرض المنهج النقدي قسرا على النص الأدبي على غرار دلالات قصة سرير بروكوست التي تبين لنا أن الناقد يقيس النص على مقاس المنهج. إذ نجد كثيرا من النقاد يتسلحون بمناهج أكثر حداثة وعمقا للتعامل مع نص سطحي مباشر لايحتاج إلى سبر وتحليل دقيق، وهناك من يتسلح بمناهج تقليدية وقاصرة للتعامل مع نصوص أكثر تعقيدا وغموضا. ومن هنا نحدد أربعة أنماط من القراءة وأربعة أنواع من النصوص الأدبية على الشكل التالي:
قراءة مفتوحة ونص مفتوح؛
قراءة مفتوحة ونص مغلق؛
قراءة مغلقة ونص مفتوح؛
قراءة مغلقة ونص مغلق.
وتتعدد المناهج بتعدد جوانب النص (المؤلف والنص والقارئ والمرجع والأسلوب والبيان والعتبات والذوق....)، ولكن يبقى المنهج الأفضل هو المنهج التكاملي الذي يحيط بكل مكونات النص الأدبي.
المسافة الجمالية:Aesthetic Distance
هي مفهوم يتمّم مفهوم الأفق و يعضّده، و هي من أهم المفاهيم الإجرائية المعتمدة في نظرية "ياوس" حيث يعرفها بقوله :«ذلك البعد القائم بين ظهور الأثر الأدبي نفسه و بين أفق انتظاره، و يمكن الحصول على هذه المسافة من خلال استقراء ردود أفعال القراء على الأثر أي من تلك الأحكام النقدية التي يطلقونها عليه، وهي المسافة الفاصلة بين أفق الانتظار الموجود سلفا و العمل الأدبي الجديد.
الفجوات
الفجوات أو الفراغات في النص الادبي هي: تفاوت في مقدار المعلومات بين المتكلم والمخاطب، بحيث يعرف أحدهما بعض ما لا يعرفه الآخر، وهذه الثغرة هي إحدى العناصر الضرورية للتواصل أي لتأدية الوظيفة التواصلية للغة.
المتعة الجمالية
وهي تعتمد علي : فعل الابداع والحس الجمالي والتطهير وهي التي تنتج لذة العواطف المثارة بواسطة البلاغة أو الشعر وهما قادران على تعديل اقتناعات الملتقى وحركته.