Sunday, October 10, 2010

الروايه التاريخية في الأدب العربي



الروايه التاريخية في الأدب العربي



    [ تعمد العلوم الإنسانية المختلفة إلى دراسة العلاقة الجدلية بين الإنسان والتاريخ واستيعاب أبعادها ،من مثل ما تقدمه علوم التاريخ والأنثروبولوجية والاجتماع وغيرها من نظريات ومعارف ورؤى مختلفة ،وذلك في محاولة لتفسير العلاقة المركبة بين الإنسان من جهة، والمنظومة التاريخية والثقافية من جهة أخرى .

    والرواية ذلك الجنس الأدبي النثري السردي التخيلي ، تحاول التقاط ما هو جوهري وجدلي في علاقة الإنسان بالتاريخ، لتسهم بشكل فاعل وحاضر في تقديم صورها لهذه العلاقة وفق منظورها الفني الخاص ، وضمن حقول الفن والآداب المختلفة، جنباً إلى جنب مع العلوم الإنسانية الأخرى .

    وإذا كانت الرواية بشكل عام " هي تاريخ متخيّل داخل التاريخ الموضوعي "(1) ـ كما يرى أحد النقاد ، فإن لنا أن نلتمس الخيط الذي يشد الرواية إلى التاريخ عبر اشتراكهما بالعناصر الرئيسية : الإنسان والزمان والمكان ، وأكثر من ذلك اشتراكهما بالقصّة أو الطابع القصصي.

    والرواية الأدبية إذ تفرز الرواية الاجتماعية والرواية الواقعية بأنواعها ، والرواية الجديدة، والرواية التاريخية وغيرها ، فإنّ لهذه الأخيرة علاقة خاصّة بالتاريخ ، مستمدة من موضوعها وأسلوبها ، فالرواية التاريخية تشترك مع الرواية الأدبية ـ بصورة عامّة ـ في وجود بنية تاريخيّة تتأسس عليها ، بمعنى وجود فضاء وأحداث وشخوص كما في الواقع ، إلاّ أن الرواية التاريخية تنطلق من أحداث وذوات حقيقية مختلفة في الغالب ، وتشكل جزءاً من تاريخنا وماضينا الممتد حتى اللحظة الراهنة .

    فالرواية ابتداء تقوم على بنية زمنية تاريخية ، تتشخص في فضاء تاريخي ، يمتد من الماضي وحتى اللحظة الراهنة أو القادمة ، تضيئه أحداث تحييها شخصيّات إنسانية فنيّة ، حيّة وكاملة .

    والرواية تعمل على استكناه وحدة الجوهر الإنساني الثابتة عبر امتداد التاريخ ، في سبيل التقاط كل ما هو إنساني وأصيل وصادق ، وهي إذ ذاك تستدخل نظرة علوم الاجتماع والتاريخ والفلسفة وعلم النفس لتدرس من خلالها أعماق النفس البشرية وكينونتها التاريخية والاجتماعية .

    ومن الصعب في تمهيد كهذا الإحاطة بمختلف القضايا والإشكاليات التي يطرحها "تصور الرواية التاريخية "في أدبنا العربي الحديث والمعاصر،بل إن الإحاطة بمختلف الأسئلة المتصلة بالرواية العربية عموماً ،تتنوع وتتعدد بحسب المقتضيات النظرية والتعبيرية التي تخص سؤال الكتابة وإنجازاته التخيلية ،وهذا ما يجعل أسئلة الرواية متجددة باستمرار ليبقى النثر الروائي

    إسهاماً معرفياً وثقافياً مخصّباً للرغائب والأحلام والذوات . غير أنّي سأحاول في هذا التمهيد تناول بعض المباحث التي تسهم في تقديم لمحات نظرية عن الرواية التاريخية ،من حيث التعريف ،وعلاقتها بالتاريخ،وحدودها الفنية والحقيقية .

    تعريف الرواية التاريخية :

    يعرّف جورج لوكاتش الرواية التاريخية بأنّها "رواية تاريخية حقيقية ، أي رواية تثير الحاضر،ويعيشها المعاصرون بوصفها تاريخهم السابق للذات "(2).فهي بالتالي "عمل فنّي يتخذ من التاريخ مادة له،ولكنّها لا تنقل التاريخ بحرفيته ،بقدر ما تصوّر رؤية الفنّان له وتوظيفه لهذه الرؤية للتعبير عن تجربة من تجاربه ،أوموقف من مجتمعه يتخذ من التاريخ ذريعة له"(3)

    علاقة الرواية التاريخية بالتاريخ :

    إنّ الاعتماد على التعاريف المخصصة لكل إسناد نظري يبحث في علاقة الرواية بالتاريخ من شأنه أن يقود الباحث نحو إعادة التفكير في إشكال كبير يخص علاقة الأدب بالتاريخ وهذا يجعلنا نطرح عدّة أسئلة من مثل :هل الرواية التاريخية هي التي تعتمد الحدث التاريخي مرجعيّة للحدث الروائي ؟وبالتالي فإنّ في هذه الحالة مرجعيتين :مرجعية حقيقية متّصلة بالحدث التاريخي ،ومرجعية تخيلية مقترنة بالحدث الروائي .

    وهذا يصل بنا إلى سؤال هام :كيف يشتغل الحدث التاريخي ضمن الحدث الروائي؟ أي كيف يشتغل الحقيقي ضمن التخييلي؟وسأحاول هنا الوصول للإجابة عن هذه الأسئلة.

    على الرغم من حبّ الإنسان الشديد للماضي بكل ما فيه من تفاصيل وخبرات ـ فالماضي ملك التاريخ ،والتاريخ حافظه ـ ،نجده غالباً ما يعزف عن قراءة كتب التاريخ ،ويمل الحياة بين صفحات هذه المراجع المملوءة بالحشود الهائلة من الأحداث المملة والأخبار المتشابهة ،لاسيّما أنّ أكثر المؤرخين قد يجيدون جمع الأخبار ومقارنتها والاستنتاج منها ،إلاّ أنّهم يقومون بهذا في إطار علمي جاف،ويعرضونها عرضاً قد يكون مملاًّ يغري النّاس بالزهد في كتب التاريخ والوقوف على حوادثه وأخباره .والعنصر الأدبي لازم في كتابة التاريخ ،فإذا أبعد من ناحية احتال على الدخول من منفذ آخر .والشعور بالحاجة إلى هذا العنصر الأدبي هو الذي ساعد على ميلاد الرواية التاريخية ،لأنّ التاريخ يبعث في النفس البشرية التوق للماضي وتقليده في جوانب الخير والحذر من الانزلاق في ثغرات البشرية التليدة والتاريخ حين يصبح بأحداثه وشخصيّاته مادة للرواية ،فإنّه يصير بعثاً كاملاً للماضي ،يرتبط فيه الحاضر بالماضي الخالد في رؤية فنيّة شاملة ،فيها من الفن روعة الخيال وجاذبية الذكرى ،ومن التاريخ صدق الحقيقة .ولعلّ هذا يفسر جاذبيّة الرواية التاريخية التي تحاول أن ترد الحاضر لشيء كان موجوداً فعلاً ، فالقارئ وهو يقرأ الرواية التاريخية يشعر أنّ ما يقرؤه ليس من صنع خيال المؤلّف ،فالخيال وظيفته هنا هو تشكيل الصورة التي كانت عليها الحياة في العهد القديم ورسمها دون تحريف أو زيادة أونقصان ،بيد أنّ الأديب غيّر في مجريات الحدث التاريخي لينسجم البناء الفنّي مع ما يدور في خلده ووجدانه .

    وليصل الأديب في كتابة الرواية التاريخية إلى هذا الغرض من الفائدة والمتعة عليه أن يقرأ التاريخ "قراءة تعمر نفسه بأحداثها وتمتلئ مشاعره بمواقفها ،وسوف يتأثر بها تأثراً يملك عليه نفسه ويستولي على خاطره، وبذلك يندفع للترجمة عن مشاعره والتعبير عن أحاسيسه ،ويصوّر لك نفسيته حينما لامسته تلك الشرارة من الذكرى مما يجعل إنتاجه صورة صادقة من نفسه وفكره وترجمة عن أحاسيسه وعواطفه حيال تلك الحادثة أو البطل الذي عمر نفسه وملأ فؤاده وملك عليه خاطره "(4)فالتاريخ في صورته المعروفة ما هو إلاّ حقائق مجرّدة لها وجود محدد، وقد أعدت سلفاً وبمجرد دخول هذه الحقائق التاريخية في إطار العمل الأدبي يتحول العنصر التاريخي إلى عنصرأدبي. وفيما يتعلّق بالتزام الروائي حقائق التاريخ،يقول لوكاتش :

    "يجب أن تكون الرواية أمينة للتاريخ ، بالرغم من بطلها المبتدع وحبكتها المتخيلة "(5)

    والناقد هنا يرى أمرين ،يتمثل الأول في ضرورة الالتزام بحقائق التاريخ الكبرى دونما تغيير أو تزييف ،فيما يقوم الأمر الثاني على جواز استيعاب الرواية التاريخية للبطل الروائي غير الحقيقي، والحبكة الفنية المتخيلة على خلفية صيرورة الأحداث التاريخية الحقيقية.

    والروائي في استلهامه للتاريخ يعيد ترتيب الأشياء وتوزيع الأدوار كما يريد، تأصيلاً لرؤيته التي يقيم بناءها في معماره الروائي الجديد.

    والروائي في انتخابه للأحداث التاريخية التي تشد نسيج النص ببنيته العميقة والشكلية المتماهيتين "يقدر المسافات، ويشكل الألوان، ويصور الأماكن والحالات، ويركب الحوارات، ويبني المشاهد، ويتعمق في الأمزجة، ويفسر المواقف، ويصوغ ردود الفعل، وينزل إلى حيث تمفصلات المجتمع في مكان وزمان معينين"(6). ليخلق بعد ذلك نصاً إبداعياً نواته وحدة التجربة الإنسانية، بمعنى أنّ ثمة أشياء تتجاوز المكان والزمان لتكون الجوهري في الإنسان.

    هل وجود بعض الأحداث التاريخية في الرواية يكفي للقول بأنها روايات تاريخية؟

    يكاد التاريخ أن يكون منظومة من الأحداث والتمثلات لواقع قائم، متجه نحو الماضي، في حين يكاد التاريخي يكون منظومة من الأحداث والتمثلات لواقع ممكن، متجه نحو المستقبل.ولعل هذا يجعل المسافة بين الواقع والقائم والواقع والممكن تماثل المسافة التي يختزلها سؤال الكتابة بين الحقيقة والاحتمال.

    إن التعامل مع التاريخ من حيث هو مكون روائي لايعني اعتماد التاريخ بديلاً للتخيل، وكأنّ الرواية التاريخية بتكامل مستويات البناء والتجنس لاتكمن في طبيعة الأحداث التي تعرض لها،بل في الطريقة التي تقدمها بها"(7) والعلاقة بين الرواية والتاريخ هي علاقة يتم في ضوئها تمثل البؤرةالسردية:الشخصية،الزمن،الفضاء....ولذلك،لاترتب ط الرواية بالتاريخ لتعيد التعبير السمة السردية للكتابة الروائية والتاريخية وتدقيق مجال الاشتغال والتفاعل والتنويع عما قاله التاريخ "بلغة أخرى"،واعتماد الرواية التاريخية على الحدث التاريخي لايعني أنها تعيد كتابة التاريخ بطريقة روائية فحسب بل قد ترتبط الرواية بالتاريخ للتعبير عمّا لا يقوله التاريخ.

    إنّ الرواية العربية، وهي لاتعيد استثمار التاريخ في إنتاجها للدلالة الروائية، تقدّم توظيفات مختلفة في الفهم والقصد، لأنّها تختار كيفية محددة في القول والتركيب وإنتاج التخييل، ولأنها تعبر أيضاً عن الحاجة إلى الرواية، والحاجة لأن تكون تاريخية كذلك.

    ويمكننا القول إنّ الرواية التاريخية هي نتيجة امتزاج التاريخ بالأدب؛فالتاريخ ما هو إلاّ حقائق مجرّدة لوقائع تاريخية معينة سواء كان الأمر يتعلّق بالحوادث أو بالشخصيّات ،بيد أنّ هذا التاريخ المجرد عندما يدخل بنية أساسية تعتمد عليها الرواية يأخذ شكلاً جديداً؛ بحيث يصبح عنصراً فنيّاً من عناصر تكوين الرواية، فيخضع حينها لكاتب الرواية الذي يفسره وفقاً لمزاجه الشخصي، لذا فإن "كتابة الرواية التاريخية محفوفة بالمزالق لأنّ الشخصيّات في التاريخ لها وجود محدد، أو بعبارة أخرى هي معدّة سلفاً وكذلك الأحداث التاريخية والمكان والزمان وغيرها، وعلى الفنّان أن يصوغها صياغة جديدة لا أن ينقلها كما هي في التاريخ، وهذا العمل هو الذي يجعل اتخاذ التاريخ مادة للرواية عملاً مشروعاً "(8) لكن يشترط في هذه الصياغة للمادة التاريخية أن تحافظ على كنهها وواقعيتها التاريخية كما هي، فيؤذن للروائي أن يحذف أو يزيد على الحدث التاريخي؛لكن ضمن ضوابط المحافظة على جوهر المادة التاريخية المعاد صياغتها في العمل الأدبي.

    وهناك علاقة طبيعية بين التاريخ والفن الروائي، فالمؤرخ حين يعمد إلى تصوير التاريخ وتسجيل أحداثه عليه "أن يلزم شكلاً من الأشكال السردية الثلاثة، وهي :الحوليّات والأخبار والتاريخ.

    أمّا الحوليّات annals ، فمعناها سنوياً وهي مشتقّة من أصل لاتيني.

    أمّا الأخبار chronicles ، فالأصل يرجع إلى اليونانية chronika وتعني زمنياً .

    ومن هنا يتضح أنّ المصطلحين (الحوليات والأخبار) مشتقّان من فكرة الزمن، فهما سجل أو قائمة أحداث مرئية مرتبة ترتيباً زمنياً، ولايظهر منها المحور الاجتماعي الذي يصور أحوال الأمّة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أي دون احتوائهما للعنصر القصصي.

    أمّا المصطلح الثالث، التاريخ history فهو يعني قصة وتاريخاً في آن واحد ـ أي أنّ التاريخ هو احتواء للأحداث في قالب قصصي، يعنى المؤرّخ فيه بذكر الأنظمة الاجتماعية والسياسية السائدة من حوله في سرده لأحداث التاريخ مما يقرب عمله هذا من عمل روائي؛ حتى قال كروتشة :

    "لا تاريخ بلا قص"أي أنه ليس هناك مانع من إضفاء البنية القصصية أثناء تناول أحداث التاريخ وتسجيلها"(9).

    ومن هنا يتضح لنا وجود ارتباط فطري بين التاريخ والفن الروائي،إذ إن كليهما يتضمن سرد الأحداث بشكل قصصي. ولوجود هذه العلاقة بين الفن والتاريخ اتجه الكتّاب إلى قراءة هذا المصدر الثري،وهضم صوره وصياغة موضوعاته صياغة حيّة نابضة لتغدو وسيلة للتعبير من خلالها عن أنفسهم ذواتاً تحس وقلوباً تنبض.

    بداية ظهور الرواية التاريخية الغربية والعربية

    يذهب الدارسون إلى القول إن "الرواية الغربية [نشأت] في مطلع القرن التاسع عشر،وذلك زمن انهيار "نابليون"على يد الكاتب الاسكتلندي والتر سكوت 1771 ـ 1832م إذظهرت رواية سكوت "ويفرلي"عام 1814م"(10)، وإن معظم من جاءوا بعده اهتدوا بما قرره وساروا على نهجه .وقد كتب سكوت سلسلة طويلة من القصص التاريخي لاقت نجاحاً كبيراً في إنكلترا وله أعمال أدبية متعددة، من أشهرها الرواية التاريخية (ايفانهو) سنة 1819م، و(الطلسم) سنة 1825،ولقد تبع سكوت في كتابة القصة التاريخية عدد كثير من الروائيين، فمن إنكلترا سار على نهجه (بالورليتون وجورج البوت) وغيرهما.ولم يقتصر تأثيره الفني على إنكلترا وحدها بل تعداه إلى فرنسا وروسيا وأمريكا "(11)فظهر في الأدب الفرنسي الحديث (الكسندر دوماس الأب 1802 ـ 1870)، وقد نشر من سنة 1844 ـ 1852م رواياته الشهيرة التي سارت بالقارئ من عصر لويس الثالث عشر إلى عودة الملكية خلال الحوادث الرئيسية في التاريخ الفرنسي "وقد تبع الكسندر دوماس في هذا الاتجاه الكاتب الفرنسي (فيكتور هيجو)(12)، وكتب هيجو "روايتين تاريخيتين بينهما حوالي أربعين سنة هما: نوتردام دو باري سنة 1831م ، وكاتر فان تريز سنة 1873م"(13) ومن هذين الأديبين انتقل هذا اللون الروائي التاريخي إلى سائر الآداب العالمية الأخرى، ففي الأدب الروسي مثلاً نجد "ليوتولستوى..1828 ـ 1910، الذي كتب روايته (الحرب والسلام) التي تعد أعظم الروايات التاريخية..(14)

    أما الرواية التاريخية العربية فقد اختلفت آراء النقاد المحدثين في جذورها، وانقسموا في هذا الإطار إلى ثلاثة اتجاهات :

    الأول : يرى أنّ القصة التاريخية "كانت تطوراً طبيعياً عن التراث العربي القصصي"(15)

    أمّا الاتجاه الثاني ،فإنّه يقرر بـ"أن القصة التاريخية الحديثة لم تكن امتداداً للقصّة التاريخية القديمة كقصّة عنترة والسيرة الهلالية وسيرة الأميرة ذات الهمّة وسيرة الظاهر بيبرس وغيرها، فقد زال هذا النوع من الأدب الذي كان صدى للبيئة التي وجد فيها ...، وما هي إلاّ فرع من فروع الثقافة التي جاءتنا عن الغرب في النهضة الحديثة."(16)

    ويرى أصحاب الاتجاه الثالث أن الرواية التاريخية نشأت نتيجة مزاوجة بين الموروث من التراث العربي القديم وبين ما جاءنا من الغرب حيث "تمخض الوعي عن حركة مزاوجة كبرى بين القصص القومي القديم بألوانه التقليدية والعصرية والشعبية والتجارية وبين المثل العليا الغربية والإنسانية للقصة، ونتج عن حركة المزاوجة انقسام القصص الفني إلى قصص تاريخي طويل وقصير إلى قصص اجتماعي طويل وقصير"(17).

    وأرى أنّ للعرب إرثهم القصصي الشعبي كالسير والتخيلات القصصية والشعبية والقصص الشعري، فلا أحد يستطيع أن ينكر هذا الضرب من الفن القديم . وطبيعة الشعوب أنّ بعضها يفيد من بعض، فالأوروبيون مثلاً في العصر الحديث أفادوا من قصص ألف ليلة وليلة ووظفوها في أعمالهم القصصية ، وأنتجوا فناً متقدماً من الأدب تجاوز المنثور إلى الممثل والمرئي، فالحال نفسه عند العرب الذين أفادوا من الخطوات الأوروبية في الرواية الحديثة، فنسجوا على منوالها أدباً جديداً يحاكي الأدب الأوروبي عرف باسم الرواية التاريخية العربية.

    ويمثل سليم البستاني وجورجي زيدان وأنطون فرح ويعقوب صروف وأمين ناصر وغيرهم الجيل الأول من كتاب القصة والرواية التاريخية، وهو الجيل الذي انصرف جهده إلى التاريخ في سياق حكايات تكون أكثر تسلية وتشويقاً للقارئ (18)، ثم تبعهم الجيل الثاني؛ جيل الذين "استلهموا لحظات ومواقف قديمة من التاريخ العربي والإسلامي، وكان هذا الاستلهام للأشكال والموضوعات التراثية والوطنية والاجتماعية والأخلاقية والعاطفية تجليات أدبية ـ بمستويات أدبية ودلالية مختلفة ـ لمحاولات إبراز الذات القومية في مواجهة الغرب"(19) واستلهم بعض الكتاب هذا التراث في رواياتهم بهدف بعث أمجاد الماضي وبطولاته، ومن هؤلاء عادل كامل ونجيب محفوظ وعبدالحميد جودة السحّار ومحمد فريد أبو حديد وعلي أحمد باكثير وعلي الجارم،وقد صدرت روايات هؤلاء في الأربعينات"(20)وعلى الرغم من هذا العدد الوافر من الروائيين الذين كتبوا الرواية التاريخية في فترة متقدمة، إلاّ أنّ المنحى التاريخي يحتاج من القاص أو الروائي إلى وعي عميق ومعرفة شاملة بالحياة الاجتماعية خلال الفترة التي يؤرخ لها فنياً،وعلى ذلك جاءت أعمال باكثير التاريخية، فيها نوع ملموس من التوازن بين متطلبات الحياة الاجتماعية والفنية، وتطلعه الجاد نحو تأصيل فني للرواية التاريخية الإسلامية، وبذلك جاء الحدث التاريخي في رواياته مرتبطاً بالرؤية الاجتماعية التي كانت تنطلق من التاريخ وتميل به إلى معالجة الواقع .

    ومن ثم نستطيع القول: إنّ الرواية الفنية التي ظهرت مؤخراً في البيئة العربية قد تفرعت وتعددت ألوانها، يظهر هذا في التصنيف الذي أعده الدكتور محمد مندور للاتجاه القصصي الحديث عند العرب؛ بادئاً بأول نوع تفرع عن القصة الفنية الحديثة عند العرب وهو "الاتجاه التاريخي الذي ابتدأه جورجي زيدان ،وجاء بعده فريد أبو حديد فجدد في معناه وحدد من وسائله وأوشك أن يخلقه خلقاً جديداً في "الملك الضليل"و"زنوبيا"، وتبعه في ذلك شاب ينبعث منه الأمل وهو علي أحمد باكثير كاتب "أخناتون" و"سلامة القس" و"جهاد " التي نالت إحدى جوائز وزارة المعارف، أما القصة التحليلية فتمثلها "سارة " للعقّاد، أما أدب الفكرة الذي يصدر عنه توفيق الحكيم، ومنحى طه حسين الذي يتميز بموسيقاه وتدفق عواطفه، وأخيراً لدينا الأدب الواقعي الذي برع فيه محمود تيمور".(21)

    وتعد الفترة "مابين 1939 ـ 1952 هي الفترة التي بدأ فيها التحول الحقيقي نحو اعتبار الرواية فناً يمكن أن تتوفر جهود الكاتب عليه، وفيها اتضحت معالم اتجاهات فنية وموضوعية، بحيث لم يعد الكاتب يعتمد على مغامراته الفردية ، وإنما يستند إلى تجارب سبقته على الطريق وإلى أسس ينطلق منها معاصروه من الكتّاب، فالاتجاه نحو استلهام التاريخ أصبح يشكل معلماً واضحاً"(22)، فاهتم الأدباء والكتّاب بكتابة الرواية التاريخية التي تعالج القضايا المعاصرة في الساحة العربية. وهذه الفترة هي فترة النضج للرواية التاريخية، ولا أقصد التقليل من شأن الروايات التاريخية التي كتبت فيما بعد ولكنني أحسب أنّها جاءت صدى لروايات تلك الفترة.

    وإبان تلك الفترة ظهر تيّاران نقديّان: تيّار يدعو إلى التجديد والأخذ بأسباب الحضارة الأوروبية في جميع العلوم الأدبية والعلمية . وتيّار يدعو إلى المحافظة على القديم وخاصّة التراث العربي الموروث، وكانت وسيلة أصحاب هذا التيار "العمل على إحياء تراث العروبة في الدين والعلم والفن"(23) فكان من الطبيعي أن يتجه أنصار التيار الثاني إلى التاريخ ليختاروا منه ما يصلح أن يكون مادة لقصصهم لخدمة أهداف تيارهم.

    ولعل هذا يفسر لنا سبب إقبال الأدباء ذوي الطابع الديني غالباً على كتابة القصّة التاريخية.

    والنّاظر في تلك الحقبة الزمنية التي انبثقت منها الرواية التاريخية يمكنه أن يعيد ازدهار الرواية التاريخية إلى عاملين :

    أولاً :ـ ارتباط ذلك القصص بالحركات الثورية الإسلامية منها والقومية، إذ إنّ كتابتها وقراءتها كانت نوعاً من مقاومة الاستعمار، وكان يلجأ إليها الأديب تعبيراً عن شعوره القومي الذي يخفيه خشية من بطش المحتل.

    ثانياً :ـ وجود هذا النوع من القصص كان صدى للنزعة العامّة للعصر حينذاك التي كانت تدعو إلى إحياء التراث الإسلامي والمحافظة عليه لمواجهة التيارات الأوروبية الوافدة ـ كما بينت آنفاً ـ .

    من هنا نستطيع التأكيد بأنّ الرواية التاريخية في تلك الفترة بالذات استطاعت أن تعبر عن التيارات الفكرية التي كان يموج فيها الواقع، وتفرضها الأحوال المعيشية والظروف السياسية والاقتصادية .

   



«الرواية التاريخية» إلى «التخيّل التاريخي»



آن الأوان لاستخدام مصطلح «التخيّل التاريخي» بدل مصطلح «الرواية التاريخية»، فهذا الاستبدال يدفع بالكتابة السردية التاريخية إلى تخطّي مشكلة حدود الأنواع الأدبية ووظائفها، ثم إنه يفكك ثنائية التاريخ والرواية، ويعيد دمجهما في هوية سردية جديدة، ولا يرهن نفسه لأي منهما، كما أنه سوف يتجاوز أمر البحث في مدى توفر الكتابة على مبدأ المطابقة مع المرجعيات التاريخية، ومدى الإفراط في التخيلات السردية، ثم إنه ينفتح على الكتابة الجديدة التي لم تعد حاملة للتاريخ، ولا معرّفة به، إنما باحثة في طياته عن العِبر المتناظرة، والتماثلات الرمزية، والتأملات، والمصائر، والتوترات، والتجارب، والانهيارات القيمية، والتطلعات الكبرى، فكل هذه المسارات الكبرى في «التخيّل التاريخي» تنقل الكتابة السردية من موقع جرى تثبيت حدوده بصرامة إلى تخوم رحبة للكتابة المفتوحة على الماضي والحاضر بالدرجة نفسها من الحرية والاهتمام.

ويمكن القول بأن «التخيّل التاريخي» هو المادة التاريخية المتشكّلة بواسطة السرد، وقد انقطعت عن وظيفتها المرجعية واكتسبت وظيفة جمالية؛ فأصبحت توحي بما كانت تحيل عليه لكنها لا تقرّره، فيكون التخيّل التاريخي من نتاج العلاقة المتفاعلة بين السرد المُعزّز بالخيال والتاريخ المُدعّم بالوقائع، وقد ظهر على خلفية من أزمات ثقافية لها صلة بالهوية، والرغبة في التأصيل، والشرود نحو الماضي بوصفه مكافئا سرديا لحاضر كثيف تتضارب فيه الرؤى، وتتعارض فيه وجهات النظر، فوصول الأمم إلى مفترق طرق في مصائرها يدفع بسؤال الهوية التاريخية إلى المقدمة، ولكن الخطر ينبثق حينما يروّج لوهم مفاده أنه بالارتماء السلبي في أحضان التاريخ يمكن تجنّب رهانات الحاضر المعقّدة، فيصبح الاتكاء على الماضي ذريعة لإنتاج هوية تقول بالصفاء الكامل، والنقاء المطلق. إن وجود الماضي في قلب الحاضر يكون مهما بمقدار تحوّله إلى عبرة، وتجربة للتأمّل.

تحتلّ التخيلات التاريخية منطقة التخوم الفاصلة بين الواقعي والخيالي. ولطالما نظر إليها على أنها منشطرة بين صيغتين كبريين من صيغ التعبير: الموضوعية والذاتية، فهي نصوص سردية أعيد حبك موادها التاريخية، فامتثلت لشروط الخطاب الأدبي، وانفصلت عن سياقاتها الحقيقة، ثم اندرجت في سياقات مجازية، فابتكار حبكة للمادة التاريخية هو الذي يحيلها إلى مادة سردية، وهذا يعني إعادة إنتاج التاريخ بالسرد، وما الحبكة إلا استنباط مركز ناظم للأحداث المتناثرة في إطار سردي محدّد المعالم.

ولطالما ارتسم، على مستوى الأنواع الأدبية، تناقض واضح بين التوثيق التاريخي، والسرد الخيالي، ذلك أنهما «يختلفان في طبيعة الاتفاق الضمني المعقود بين الكاتب وبين قارئه». ومعلوم بأن هذا الاتفاق عرفي لكنه «يُبنى على توقّعات مختلفة من ناحية القارئ، ووعود مختلفة من ناحية المؤلف»، فحينما يفتح قارئ صفحات كتاب روائي، فإنه يهيّئ «نفسه ليدخل عالما غير واقعي» وفي هذا العالم الجديد فإن «معرفة مكان وقوع الأحداث وزمانها هي مسألة في غير محلّها». ولكن حينما «يفتح القارئ كتاب تاريخ يتوقّع أن يدخل، تحت قيادة الأرشيف، في عالم من الأحداث التي حصلت بالفعل». إلى ذلك فإنه يأخذ حذره ويطلب خطابا إن لم يكن صحيحا بصورة تامة «فعلى الأقل (يكون) ممكنا وقابلا للتصديق ومحتملا، وفي كل حال أمينا وصادقا». ذلك ما توصل إليه «بول ريكور».

ثم جرى التفريق بين التاريخ الذي هو «خطاب نفعي يسعى إلى الكشف عن القوانين المتحكّمة في تتابع الوقائع» والسرد الذي هو «خطاب جمالي تقدّم فيه الوظيفة الإنشائية على الوظيفة المرجعية» كما يقول محمد القاضي، فينتج عن هذا أمران، أولهما أجناسي يتصل بـ «العلاقة بين الوظيفتين المرجعية والتخيلية في الخطابين التاريخي والأدبي. فالمؤرخ وإن خيّل يظل متحركا في مجال المرجع، أما الروائي فإنه وإن رجع إلى الواقع ماضيا أو حاضرا يظل خطابه مندرجا في حقل التخيل. فالتاريخ يقدّم نفسه على أنه انعكاس وصياغة لفظية لأحداث واقعة، أما الرواية فتقدّم على أنها إبداع وإنشاء لعالم محتمل». وثانيهما يختص بنظرية الأدب «ومدارها على علاقة التناقض بين الخطابين التاريخي والروائي، فليس من شكّ في أن الرواية التاريخية تنطلق من الخطاب التاريخي، ولكنها لا تنتسخه بل تجري عليه ضروبا من التحويل حتى تخرج منه خطابا جديدا له مواصفات خاصة ورسالة تختلف اختلافا جذريا عن الرسالة التي جاء التاريخ مضطلعا بها».

وعلى هذا يندرج التاريخ في «منظومة الأجناس ذات الغاية النفعية» وتندرج الرواية في «منظومة الأجناس ذات الغاية الجمالية». ثم تندمج هذه الثنائية في الرواية التاريخية التي تتميز عن غيرها من أنواع الكتابة التخيلية بكونها «تعلن استنادها إلى حوادث ماضية دوّنها السابقون، ومن ثمّ فإنها تستمد وجودها من الدوران حول هذا النص أو النصوص الماضية، مما يكتّف صلتها بهذه الوقائع ويضفي على عالمها صبغة مرجعية واضحة»، فهويتها السردية تتحدد من خلال «التنازع بين التخيّلي والمرجعي». فتكون الراوية التاريخية نوعا من السرد الذي «يرمي إلى إعادة بناء حقبة من الماضي بطريقة تخّيلية حيث تتداخل شخصيات تاريخية مع شخصيات متخيلة».

 ** منشور في صحيفة "العرب" القطرية في 28 إبريل 2010



Thursday, October 7, 2010

فاطمة يوسف العلي وقصتها في قاعة المحكمة

استطاعت الكاتبة فاطمة يوسف العلى فى مجموعتها الجديدة " لسميرة وأخواتها " أنت تحقق انجازا جماليا ومعرفيا وذلك من خلال صياغات جديدة لإستنطاق المسكوت عنه فى حياة المرأة العربية ,ومن ثم تجاوزت القضايا التى تثيرها قطرا بعينه واقتربت بل توحدت الهموم فأصبحت تستوعب المرأة العربية فى أى قطر كانت , ويبدو أن مرحلة النضج الفنى وخبرات الكتابة والتجربة الخصبة , كل ذلك أسهم بشكل واضح فى الوصول إلى هذه الدرجة من التميز , وهذا لا يمنع من الإشتباك النقدى مع هذه القصص التى يجب أن تحظى بنوع من الغربلة النقدية , فهذه القصص تثير أسئلة هامة وتتضمن فى نسيجها اشكاليات جمالية ومعرفية ويبدو أن الكاتبة أرادت هذه المرة أن تغامر وتسبح فى محيط التجريب والتحديث ومن ثم قدمت لمشروعها هذا فى قصتها الأولى التى تحمل عنوان " فى قاعة المحكمة " فالشخصية المحورية فى هذه القصة وهى " وعد " متهمة , والإتهام موجه لها كما نرى
- يا وعد , قولى لهم , قولى لهم يا وعد , ماذا فعلت بالحروف والكلمات والجمل , أنت تعلمين فعلتك النكراء , وتطاولك على حمرة الخجل اللغوى وتعبثين فى اللغة بحجة التجديد وأنت تعلمين أن التجديد فى اللغة قمة الهذيان , حتى لا يستطيع أحد أن يمسك فيك كتفا أو رجلا , أنت متخمة بالتهيؤ يا وعد الأن ارتفعى الى مستوى نخاعى , وارفضى الإتهام
الكاتبة تطرح قضية اللغة التى هى أساس كل تجريب وتجديد والذى هو فى نظر البعض مجرد هذيان , وهذه هى القيمة الجمالية التى تثيرها القصص , أما القيمة المعرفية المقترنة بها والتى تكشف وتفصح عن المستور فقد جاء ذلك على لسان القاضى وهو يخاطب " وعد "
- تحدثى يا وعد , حذار أن تلعنى الفساد وتهاجمى البلاد , وتنتقدى الأولاد والعباد , تناسى القهر والشهر والمهر , والحرب والدرب والكرب , وكل ما مال , فالمال سال , والحال فى أفضل حال , وننعم براحة البال , بعد أن نفذنا والحمد لله طلبات أم العيال
هكذا تكون القصة الاولى فى المجموعة هى المفتاح للقصص الأخرى جماليا ومعرفيا , وكما أبحرت الكاتبة وغامرت فإن المتلقى مدعو إلى المغامرة لأنه الأولى بذلك فقد انتقلت السلطة من المؤلف إلى النص إلى القارىء , فهو مستودع الخبرات ومصدر التأويلات ومشارك فى صنع الدلالة
تحاول الكاتبة أن تطرح اشكالية جديدة تصدم بها الجميع وتكسب بها أرضا جديدة للمرأة وهى ارتباط اللغة بالأنثى , وهذا ما جاء فى دفاعها أمام المحكمة
- وحتى لا أطيل على عدالة المحكمة , ألخص دفاعى عن قضيتى التى لا يملك مثلى الدفاع عنها , أن تسمح لى عدالة المحكمة بأن أجمع عنفوان الشباب لهذه اللغة , إننى سيدى القاضى أعلم باللغة من أهلها , أنا التى حملتها فى رحمى ترنيما وغناء وكلاما وحديثا شفهيا , وربيتها بين الإنجاب , حتى استطاب نغمها واستجاب , لكل الأحباب , ونقلتها من مهد الملفوظ إلى المكتوب بصفو السحاب , واغتصبها الرجل منى باستبداده وسرقها , اللغة فى الأصل كانت فى دفتر حسابى تعاتبنى وأعاتبها ‘ن جاز عتابى , وأقربها وتقربنى إن غاب صوابى
حقوق المرأة المسلوبة من جانب الرجل , هى القضية التقليدية فى العلاقة بين الرجل والمرأة لكن أن يسرق الرجل اللغة التى هى ملك الأنثى ويسطو عليها هنا تكمن الإشكالية , نحن بصدد قضية جديدة فالأمر يرتد إلى أصل الأشياء , اللغة هى الأصل والصراع بين الرجل والمرأة على من يملك اللغة , وهنا تقرر الكاتبة أن المرأة هى الأصل لأنها تمتلك أصل الأشياء ألا وهى اللغة , وهنا يتداخل المعرفى مع الجمالى وتنصهر الفكرة مع الصورة , وينوحد المبنى مع المعنى
وإذا كانت هذه السمة هى الأكثر شيوعا فى المجموعة فهناك أيضا مجموعة من السمات والظواهر الفنية التى تحتفى بها القصص :
تميل القصص إلى الطول نسبيا , ومعظم القصص تزيد عن عشرين صفحة , ورغم هذا الطول النسبى فإن هذا الطول النسبى لم يفقدالقصص سمة القصة القصيرة من حيث التكثيف والتركيز وأسلوب صناعة الأزمة , فالقصة القصيرة هى فن صناعة الأزمة وهى العزف على أوتار الفكرة الواحدة كما أن معظم القصص تتسم بوجود المرأة كشخصية محورية , هى المرتكز الذى تدور فى فلكه الشخصيات الأخرى وتنسج من خلاله الأحداث , فالمرأة هى اللغة التى تتفجر وهى الجذر الذى يتفرع وأصل كل الأشيا