Friday, July 28, 2023

مميزات / خصائص الشعر الجاهلي

 

مميزات / خصائص الشعر الجاهلي

 

تتميز الأشعار الجاهلي بخصائص شتى بما فيها الخصائص الموضوعيّة والمعنويّة والفنيّة والخصائص من الناحية الشكلية والخصائص بالألفاظ، والعبارات.

الخصائص الموضوعيّة:     

§       الاستطراد: وذلك بسب تعدد موضوعاته لأنّ الشعر الجاهليّ لا يقف على موضوع واحد، ويبدو كأنّه مجموع من الخواطر، التي ترتبط مع بعضها البعض بوحدة الوزن والقافية.

§       الافتتاح بمقدمة الطللية: وذلك من خلال الوقوف على أطلال الديار والتغني بها.     

§       الحكمة : وذلك بحيث تُعبّر الحكمة عن تجربة الشاعر وخبراته في الحياة. 

الخصائص المعنويّة :

§       الطابع البدوي: فتناول بتفصيل دقيق حياة البداوة المتمثلة بطبيعتها، من جبال، وطرق ممتدة، ومرابع خضراء، إذ إنّه لم يترك جانباً من جوانب حياة البادية إلّا وذكرها، وصوّرها تصويراً دقيقاً.

§       الإحساس في جمال البيئة والطبيعة، وذلك من خلال تصوير المرأة ومزج جمالها بجمال الطبيعة.

§       تصوير الواقع على حقيقته.

§       عدم المبالغة في تصوير واقعهم الحسّي.

الخصائص الفنيّة:

§       تصويرُ الطبيعة وعناصرِها، وتمثيلُ الحياة فيها.

§       غلبة التشبيه.

§       توظيف عدد من المحسنات اللفظية والمعنوية.

§       توظيف الاستعارة.

§       توظيف الموسيقى الهادئة في بعض الأحيان، والصاخبة في أحيان أخرى، وذلك بناء على موضوعات القصائد.

§       توظيف لغة ذات تراكيب فخمة، ومعانٍ صعبة، حيث تحتاج المعاني الجاهليّة إلى معجم لغويّ لتفسير مفرداته.  

من الناحية الشكلية:

§       المحافظة على التقاليد الشعريّة: حيث التزم الشعراء بمجموعة تقاليد مُحدَّدة في مختلف قصائدهم، منها: الوقوف على الأطلال، والبكاء، وخطاب الآثار، أو الأصدقاء، ثمّ وصف الشاعر لحاله؛ بسبب رحيل الحبيبة، ووصف جمالها، وبعد ذلك، ينتقل إلى غَرَضه الرئيسيّ في القصيدة، ويتميّز الشاعر الماهر عن غيره من الشعراء في حُسن الرَّبط بين هذه الموضوعات، والانتقال بسلاسة فيما بينها.  ·        

العناية بالألفاظ، والعبارات:

§       كان الشعراء، خاصّة أصحاب الحوليّات، يمنحون اهتماماً كبيراً للألفاظ الشعريّة في شِعرهم، ويتحرَّونها بشكل جيّد بحيث تُؤدّي معناها، وغَرَضها، وتُؤثِّر بمحتواها في السامعين.

§       والقارئ في الشِّعر الجاهليّ قد يجد بعض الألفاظ الغريبة، وغير المعروفة في وقتنا الحالي، إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّ الشعراء اختاروا في أشعارهم ألفاظاً غير موجودة، أو غريبة، بل يعني أنّهم كانوا يختارون الألفاظ المعروفة، والمُنتشِرة في مجتمعاتهم آنذاك، علماً بأنّ هذه الألفاظ قد ظهرت غريبة لنا؛ بسبب الفوارق الزمنيّة، وعدم استخدامنا لها، إضافة إلى أنّه كان يجب على الشاعر أن يُحافظ على قافية الأبيات.

§       صياغة المُحسِّنات البديعيّة بأسلوب فِطريّ دون تكلُّف، إذ تضمَّنت أشعارهم الاستعارة، والتشبيه، والطباق، والكناية، والسَّجَع.

Thursday, July 20, 2023

أغراض الشعر الجاهلي

 

أغراض الشعر الجاهلي

 

الغرض الشعري الجاهلي هو الموضوع الذي يتحدّث عنه الشاعر في قصيدته حسب أحوال الحياة، والهدف الذي قيل من أجله الشعر، وهو ما يُعرف بـ"موضوع النص"، أيّ الفكرة الأساسيّة التي اتخذها الشاعر لإيصال رسالته، واستعمل الموسيقى، واللفظ، ومختلف الأساليب، ليوصلها في أجمل صورة، وليبلغ ما يسمو إليه من غايات.

·       تعددت أغراض الشعر الجاهلي وموضوعاته:

 

1.      الفخر وهو الاعتزاز بنفسه أو بقومه من شجاعة وكرم وعفَّة وغير ذلك من مكارم الأخلاق.

2.      الحماسة : والحماسة هي سرد البطولات والتحدث عن تشجيع أفراد القبيلة لقتال العدوّ. منهم معظم الشعراء الجاهلي

3.      المدح: هو الإعجاب بشخص ما، وتعبير عن صفة من صفاته الحميدة. كالشاعر زهير بن أبي سُلمى، حيث مدح رجلين من قبيلتي عبس وذبيان مدحاً خالصاً لما قدّماه من التوسط بين القبيلتين لوقف الحرب بينهما (حرب داحس والغبراء) التي استمرت 40 عاماً.

4.      الهجاء: هو خلاف المدح، وتحقير شخص ما، وذمّه. ظهر هذا الغرض بسبب الحروب والمنازعات والعصبيات القبلية. وكان هجائهم عفيفاً مهذّباً خالياً من السبّ والشتم.

5.      الرثاء: هو إظهار الحزن، والألم على فقد أحدهم. هو نوع لا يختلف عن المدح كثيراً إلا أن ذكر صفات الموتى الحميدة تقترن بالحزن والأسى واللوعة على افتقاده. ظهر هذا الغرض نتيجة للتعلق بالآخرين الذي يفقدون بسبب كثرة الحروب التي كانت تؤدي إلى قتل الأبطال. منهم المهلهل والخنساء.

6.      الوصف: هو التصوير بالخيال، ورسم الصور البديعة، وتجسيدها في شعره. فالشاعر الجاهلي يصف كل ما تقع عليه عيناه من إنسان وحيوان ونباتات وصحراء وغيرها مما يحيط به الشاعر. منهم إمرؤ القيس والآخرون.

7.      الحكمة: هي النظر في الكون وحياة الناس. وهي أفكار صحيحة لاعتمادها على التجارب، ويتمّ طرحها بشكل بديع خلال الأبيات.

8.      الاعتذار: هو استعطاف أحد من الناس، وطلب المسامحة والاسترحام وإظهار الحرص على المودّة. اشتهر بهذا الغرض النبغة الذبياني، وقد اعتذر لملك النعمان بعد أن هجاه.

9.      الغزل: هو وصف النساء، ومدحهنّ، والتعبير عن مشاعره نحوهنّ. وهو قسمان : أ) غزل صريح: هو تصوير جسد المرأة بطريقة مباشرة مثل إمرؤ القيس والأعشى.  ب) غزل عفيف: هو تصوير حياء المرأة وأخلاقها الكريمة مثل الشنفري وزهير بن أبي سُلمى.

10.                        الخمر: العرب في الجاهلية قد عنوا بالكروم وبكل ما يستخرج منها. وكانت الكروم في الطائف وبيادر العنب مشهداً طالما استهوى الأعراب في بوادي تهامة. وكانت العرب تفتخر بشربها وبلعب القمار لأنهما من دلائل الجود عندهم. فقالوا أوصافها وأسماءها في الشعر العربي.


Wednesday, December 14, 2022

شرح معلقة عنترة بن شداد العبسي

شرح معلقة عنترة بن شداد  العبسي

إنّ عنترة نظم معلقته بعد أن نال حريته من العبوديّة، واعترف أبوه به ولدًا له، كما قيل إنّ رجلًا من عبس قد شتم عنترة وعيّره بأمّه وبانّه عبدٌ أسود، فبدا عنترة يقول الشعر مفتخرًا بنفسه وببسالته وبشجاعته وفروسيته متحدّيًا كل خصومه، فكانت هذه الأبيات من أجمل ما قيل في الشعر العربيّ والجاهليّ، وقد بدأها بوصف حبّه لابنة عمّه عبلة.

الأبيات 1 – 5

1.       هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم               أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ

2.       يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي                    وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي

3.       فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها فَدَنٌ            لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ

4.       وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا                   بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ

5.       حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ               أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَم 

يبدأ عنترة قصيدته بالسؤال عن حال الشعراء الذين لم يتركوا موضعًا لكتابة الشعر إلا كتبوا به ووصفوه ثم انتقل ليتساءل عن معرفته بدار حبيبته بعد شكّه بها، وطلب من ديار المحبوبة أن تتكلم وتخبره عن أهلها وما فعلوا في كل تلك الأيام، ووقف بعدها عن استخباره وسؤاله وألقى عليها التحيّة فقال: طاب صباحك وطاب عيشك وسلمت يا ديار الأحبّة، وتابع في الحديث عن ديار الحبيبة فقال أنّه حبس ناقته فيها، وشبّه ناقته بالقصر، وقال إن حبسه الناقة كان وقوفًا في ديار المحبوبة من أجل قضاء حاجته من البكاء عليها، والحزن على أيام وصالها، ثم قال بأنّ عبلة وأهلها نزلوا بموضع يدعى الجواء، أمّا أهله فنزلوا بمواضع تدعى الحَزن والصماء والمتثلم، ورجع بعدها لتحية الأطلال وبأنّها قد قدم عليها العهد بعد أن خلت من أهلها كلّ ذلك الزمن وكان من بين أهلها محبوبته عبلة،

الأبيات 6 – 12

6.       حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت          عَسِراً عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ

7.       عُلِّقتُها عَرَضاً وَأَقتُلُ قَومَها                  زَعماً لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ

8.       وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ                    مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ

9.       كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها                   بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ

10.   إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّما              زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ

11.   ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِها                     وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ

12.   فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً                   سوداً كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ

ثم يوجه عنترة الكلام لمحبوبته بأنّها قد نزلت بأرض أعدائه، فأصبح طلبها صعبًا جدًا عليه، ثم قال بأنّه أحبّها فجأةً ومن غير قصد منه، وكان ذلك من نظرة واحدة نظرها لها فكانت كافية بأن يشغف بها حبًّا، وكان ذلك على الرغم من قتاله وصراعه مع قومها، كما كان طامعًا بوصالها في خضمّ كل ذلك القتال والعداء وهذا طمع ليس في موضعه، وتابع في وصف حبّه لها بقوله أنّها نزلت في قلبه منزلة المحبّ المكرم، ولتكن متيقنة من ذلك وألا يخطر لها أن تظنّ غيرهن ثم تساءل عن طريقة ليزورها بها وقد أقام أهلها وقت الربيع بموضعين وأقام أهله في موضع بعيد عنها، وبين المواضع مسافة كبيرة ومشقّة في السفر، ثم قال لها إن كانت قد اعتادت الفراق ووطّنت نفسها عليه، فإنّه قد شعر بذلك عندما غادرت، ولم ينذره برحيلها في ذلك الوقت إلا انقضاء مدّة الكلأ والانتجاع فصارت إبلهم تستفّ حي الخمخم في وسط الديار، وقد وصف قافلة أهلها عندما غادروا بأنّه كان فيها اثنتان وأربعون ناقة سوداء، وهذه النوق الغالية الثمن هي دليل على ثراء أهلها.

الأبيات 13 – 19

13.   إذ تستبيكَ بذي غروب واضح            عذبٍ مقبلهُ لذيذُ المطعم

14.   وكأَنَّ فَارَة َ تاجرٍ بقسيمَة ٍ                    سبقتْ عوارضها اليكَ من الفمْ

15.   أوْ روْضَة ً أُنُفاً تضمَّنَ نبتَها                  غيْثٌ قليلُ الدِّمن ليسَ بمَعْلَمِ

16.   جادَت عَليهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ                     فَتَرَكنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِرهَمِ

17.   سَحّاً وتسْكاباً فَكلَّ عشيَّة ٍ                   يجري عليها الماءُ لم يتصرَّم

18.   وَخَلا الذُبابُ بِها فَلَيسَ بِبارِحٍ               غَرِداً كَفِعلِ الشارِبِ المُتَرَنِّمِ

19.   هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بِذِراعِهِ                    قَدحَ المُكِبِّ عَلى الزِنادِ الأَجذَمِ

ثم يصف عنترة محبوبته وجمالها، وشبّه رائحتها برائحةالمسك، كما شبهها بالرّياض التي لم ترعى فيها المواشي بعد، بخضرتها وجمالها وقد أمطرت على هذه الرياض أمطار متواصلة لا انقطاع حتى تركت حفر من المياه كأنّها دراهم في استدارتها وصفائها وبياضها وقد استوطنها الذباب وبدأ صوته فيها كصوت غناء شارب الخمر.

الأبيات 20 – 21

20.   تمسي وتصبحُ فوق ظهر حشيةٍ          وأبيتُ فوق سرَاة ِ أدْهم مُلْجَم

21.   وحشيتي سرجٌ على عبل الشَّوى         نَهْدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ المحزِمِ

ثم يتابع فيقول إنّها أيّ حبيبته تنعم بالنوم الهانئ وهو يكابد عناء الحروب والأسفار، وأنّه يستوطن ظهر فرسه غليظ القوام ضخم الجنبين كما يستوطن غيره حشية الثياب .

الأبيات 22 – 27

22.   هل تبلغنى دارها شدنية                       لُعِنتْ بمَحْرُوم الشَّرابِ مُصرَّم

23.   خَطّارَةٌ غِبَّ السُرى زَيّافَةٌ                     تَطِسُ الإِكامَ بِوَخذِ خُفٍّ ميثَمِ

24.   وكأنما أقصُ الإكام عشيةً                   بقريبِ بينِ المنْسِمين مُصلَّم

25.   تأوي له قلصُ النَّعام كما أوتْ            حزقٌ يمانية ٌ لأعجمَ طمطمِ

26.   يتبعنَ قلة رأسهِ وكأنهُ                          حِدْجٌ على نعْش لهُنَّ مخيَّمِ

27.   صَعلٍ يَعودُ بِذي العُشَيرَةِ                     بَيضَهُ كَالعَبدِ ذي الفَروِ الطَويلِ الأَصلَمِ

ثم يقول عن ناقته هل تراها ناقة شدن ستبلغه ديار المحبوبة، وهي ناقة قويّة على الأسفار ثم يتابع في وصف الناقة قائلًا بأنّها ناقة نشيطة ومرحة على الرغم من أنّها قد سارت معه الطريق كلّه، وقد شبّه سرعتها بسرعة الظليم الذي تأوي إليه النعام كما تأوي إلى راعٍ أعجمي إبلٌ يمانيّة، فشبه سواد الظليم بسواد الراعي الأعجمي، فجعلت هذه النعام الظليم نصب عينيها ولم تعد تنحرف عنه، ثم شبهه بهودج النساء أيّ كالخيمة على مكان مرتفع، وشبّه هذا الظليم بعبد أسود يلبس الفرو وليس له أذن فليس للنعام آذان، وكان هذا الفرو هو الجناحين.

الأبيات 28 – 33

28.   شَربتْ بماءِ الدُّحرُضينِ فأَصْبحتْ     زوراءَ تنفرُ عن حياض الدَّيلم

29.   هِرٍّ جَنيبٍ كلّما عطفتْ لهُ                    غضبى اتقاها باليدين وبالفم

30.   بَرَكَت عَلى جَنبِ الرِداعِ كَأَنَّما              بَرَكَت عَلى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ

31.   وَكأَنَّ رُبّاً أَو كُحَيلاً مُعقَداً                      حَشَّ الوَقودُ بِهِ جَوانِبَ قُمقُمِ

32.   ينْباعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَة ٍ        زيافة ٍ مثل الفَنيق المُكْدَمِ

33.   إنْ تغدفي دوني القناع فانني                طبٌّ بأخذ الفارس المستلئم

ثمّ يعود الشاعر  لوصف ناقته بأنّها شربت من ماء هذا الموضع فأصبحت نافرة تميل عن مياه الأعداء، فالعرب تسمي أعدائها بالديلم لأنّ الديلم من أصناف أعدائها، وكأنّ ناقته تتنحى إلى جانبها الأيمن وذلك لفرط نشاطها في السير فهي لا تستقيم في سيرها ، وتبتعد مخافة أن يضربها بالسوط، ويتابع في وصف الناقة فيقول بأنّها إذا بركت صدر عنها أنين فكان صوت أنينها كصوت القصب المكسور الذي يُصدر صوتًا إذا برك شيء عليه، كما شبه العرق الذي يسيل من رأسها وعنقها بالقطران الذي يتقطر من قمقم يغلي على النار، وعرق الإبل لونه أسود لذلك شبهه به، وشبه رأسها بالقمقم لصلابته، ويتابع فيقول بأنّ العرق ينبع من خلف أذن الناقة، وبأنّها ناقة غضوب وتتبختر في سيرها كأنّها فحل في وثاقة خلقها وضخامتها.

الأفكار الرئيسة في معلقة عنترة

منها: الاعتراف باستغراق الشعراء لكثير من المعاني البلاغية. الوقوف على الأطلال والبكاء عليها. الدعاء بالسقيا لديار المحبوبة. تذكُّر يوم رحيل المحبوبة وأهلها. ذكر أماكن إقامة المحبوبة وإقامة قومه. ذكر محاسن المحبوبة.

الصور الفنية في معلقة عنترة

ومن أبرزها:

§        ’ وَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها فَدَنٌ ’ شبّه الناقة بالقصر من حيث الضخامة، ذكر المشبه والمشبه به وأداة التشبيه ولكنّه لم يذكر وجه الشبه، فالتشبيه هنا مُجمَل.

§        ’فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً سودًا كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ’  شبه النوق بريش الغراب الأسود، ذكر المشبه والمشبه به وأداة التشبيه ولكنّه لم يذكر وجه الشبه، فالتشبيه هنا مُجمَل.

§        ’وَكَأَنَّ فأرَةَ تاجِرٍ بِقَسيمَةٍ سَبَقَت عَوارِضَها إِلَيكَ مِنَ الفَمِ’  شبّه الشاعر ثغر المحبوبة بفأرة العطّار وهي الأداة التي يرش فيها العطر، ذكر المشبه والمشبه به وأداة التشبيه ولكنّه لم يذكر وجه الشبه، فالتشبيه هنا مُجمَل.


Thursday, December 8, 2022

ابن الروميّ ( 221هـ - 283هـ )

ابن الروميّ ( 221هـ - 283هـ )

هو أبو الحسن علي بن العباس ، والمعروف بابن الروميّ. وُلد في شهر رجب من عام 221هـ في مدينة بغداد، وهو ذو أصل روميّ من جهة الأب، وأصل فارسيّ من جهة الأم، واشتُهر بأنه من أشهر الشعراء المولّدين في القرن الثالث الهجريّ في العصر العباسيّ، ويمتاز شعره بالسلاسة، والعذوبة، والإطناب، وقد تميّز معظم شعره بأنّه هجاء بصورة كاريكاتورية.

تتلمذ ابن الروميّ على يد محمد بن حبيب، فقد كان يرجع إليه في بعض مفرداته اللغوية، وقد رُزق بثلاثة أبناء، وقد توفوا جميعاً في طفولتهم، ويتّصف ابن الرومي بعدة صفات، من أهمّها: دقة الحس، وحدّة المزاج، وسرعة الرضا، وصدق المودة، وحبّه لأولاده وأهله، وعطفه على الفقراء والمساكين.

كان الرومي مولعاً بالعلم، فقد انصرف لمتابعة تعليمه في مجالس العلماء، والفقهاء، والأدباء، والرواة منذ صغره، وقد تتلمذ على يد العديد من المعلمين، ومن ضمنهم أبي العباس ثعلب الذي تتلمذ عن حماد بن المبارك، وقد اهتمّ بتعلّم الفلسفة، بالإضافة إلى أنّه اتجه لتعلّم الثقافة المعاصرة، والشعر، ورواية القديم والحديث.

توفي الشاعر ابن الروميّ في 283 هجري، وقد عُرف بقدرته الكبيرة على الوصف والشعر، وقد قيل بأنّه مات مسموماً بسبب هجائه للوزير القاسم بن عبيد الله، وقد عرف ابن الروميّ بأنّه ما مدح رئيساً أو مرؤوساً إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر، وهذا ما كان سبباً في وفاته.

  من قوله :

عدوُّكَ من صديقك مستفاد            فلا تستكثرنَّ من الصِّحابَ

فإن الداءَ أكثرَ ماتراهُ          يحولُ من الطعام أو الشرابِ

  

Wednesday, December 7, 2022

البوصيري

 

البوصيري

هو شرف الدين محمد بن سعيد الصنهاجي البوصيري شاعر عربي من أصل أمازيغي، ومن أشهر أعماله قصيدة البردة.  ويعدّ البوصيري من أكثر الشعراء تميزاً بكتابة القصائد في مجال مدح الرسول صلّى الله عليه وسلّم.

واشتهر البوصيري بمدائحه النبوية التي ذاع صيتها في الآفاق، وتميزت بروحها النقية، وعاطفتها الصادقة، وروعة معانيها، وجمال تصويرها، ولغتها الدقيقة، وشكلها الساحر، وبراعة نظمها، فأصبحت مدرسة لشعراء المدائح النبوية من بعده، كما تُستخدم قصائده كنماذج يحاكيها الشعراء الذين يسيرون على نهجه وأسلوبه وطريقته بالتأليف، فظهرت قصائد عديدة في فن المدائح النبوية التي أذهلت ملايين المسلمين على مرّ العصور، ولكنها كانت دائماً تشهد بريادة الإمام البوصيري وإتقانه لهذا الفن المتميز  .

وُلد البوصيري في قرية دلاص في بني سويف بصعيد مصر في عام 1213م، وقد انتقل إلى القاهرة حيث درس علوم اللغة، والأدب العربي، وقواعد العروض، وعلم التشكيل، والتاريخ الإسلامي، وسيرة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وتلقّى البوصيري العلم منذ صغره، حيث حفظ القرآن في طفولته، وتتلمذ على عدد من العلماء المعروفين، وكان معاصراً لشعراء مميزين، منهم: عمر ابن الفارض، وابن مطروح، وبهاء زهير، وقد درس الصوفية مع أبي العباس المرسي، كما كرّس طاقته وشِعره وإتقانه الفني ليشيد بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد أثّر البوصيري على عدد من العلماء البارزين، منهم: أبو حيان الغرناطي، وأبو الفتح ابن سيد الناس العمري.

تُعدّ قصديته الشهيرة الكواكب الدريّة في مدح خير البرية المعروفة باسم البردة من بين أروع القصائد التي كُتبت في مدح النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهي قصيدة طويلة تقع في 160 بيتاً، وقيل إنّ السبب في نظمه لهذه القصيدة هو إصابته بالضعف والوهن، فكتب هذه القصيدة؛ ليستشفع بها راجياً من الله أن يعافيه من مرضه،[٣] فرأى النبي صلّى الله عليه وسلّم في منامه وغطاه ببردته، وشفي بعدها من مرضه،[١] وقد تُوفي البوصيري عام 1295م بالإسكندرية عن عُمر يناهز 87 عاماً.

البحتري

 

البحتري

الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي, أبو عبادة البحتري شاعر كبير، يقال لشعره (سلاسل الذهب). وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم: المتنبي، وأبو تمام، والبحتري. قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان، وإنما الشاعر البحتري. ولد بمنبج (بين حلب والفرات) ورحل إلى العراق، فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي، ثم عاد إلى الشام، وتوفي بمنبج. له (ديوان شعر - ط) وكتاب (الحماسة - ط) على مثال حماسة أبي تمام. وللآمدي (الموازنة بين أبي تمام والبحتري - ط) وللمعري (عبث الوليد - ط) في تصحيح نسخة وقعت له من ديوانه. ولعبد السلام رستم (طيف الوليد أو حياة البحتري - ط) ولرفيق فاخوري (البحتري - ط) ولحنا نمر؛ ولمحمد صبري (أبو عبادة البحتري - ط) ولجرجيس كنعان (البحتري، درس وتحليل - ط) وكلها رسائل، وفيها ما يحسن الرجوع إليه.

أبو تمام

 

أبو تمام

هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي،. الشاعر، الأديب. أحد أمراء البيان. ولد في جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر، واستقدمه المعتصم إلى بغداد، فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق. ثم ولي بريد الموصل، فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر طويلا، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة. واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري. له تصانيف منها (فحول الشعراء - خ) و (ديوان الحماسة - ط) و (مختار أشعار القبائل) وهو أصغر من ديوان الحماسة، و (نقائض جرير والأخطل - ط) نسب إليه، ولعله للأصمعي، كما يرى الميمني و (الوحشيات - ط) وهو ديوان الحماسة الصغرى، و (ديوان شعره - ط) ومما كُتب في سيرته (أخبار أبي تمام - ط) لأبى بكر محمد بن يحيى الصولي، و (أبو تمام الطائي: حياته وشعره - ط) لنجيب محمد البهبيتي المصري، و (أخبار أبى تمام) لمحمد علي الزاهدي الجيلاني المتوفى بالهند سنة 1181هـ، و (أخبار أبي تمام) للمرزباني، و (أبو تمام - ط) لرفيق الفاخوري، ومثله لعمر فروخ، و (هبة الأيام فيما يتعلق بأبي تمام - ط) ليوسف البديعي.

ابو الطيب المتنبي. (303هـ - 354هـ)

 

ابو الطيب المتنبي. (303هـ - 354هـ)

هو احمد بن الحسين ولد سنة 303 هـ في الكوفة بالعراق، وعاش أفضل ايام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان أحد أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعرحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك. قال الشعر صبياً. فنظم أول اشعاره وعمره 9 سنوات.

 اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً. صاحب كبرياء وشجاع طموح محب للمغامرات. في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم وافتخار بنفسه، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. إنه شاعر مبدع عملاق غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وجد الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئاً لموهبته الشعرية الفائقة لدى الأمراء والحكام، إذ تدور معظم قصائده حول مدحهم. لكن شعره لا يقوم على التكلف والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة. ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير.

وقد ترك المتنبي وراءَه عدداً كبيراً من القصائد المتنوّعة، والتي بلغ عددها ثلاثمائة وستة وعشرون قصيدةً، وتعتبر هذه القصائد سجلّاً تاريخياً لأحداث عصره في القرن الرابع الهجريّ، كما وتعتبر بمثابة سيرةً ذاتيةً للشاعر.

من شعره :

الخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي               وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ

صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً          حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ