Wednesday, November 29, 2017
Tuesday, November 21, 2017
مأساة عبد الله ابن المقفع
مأساة
عبد الله ابن المقفع
§ حياته
عبد
الله ابن المقفع هو مفكر من بلاد الفارس، اسمه الأصلي: روزبه بن دادوبيه، ولد في
قرية (جور) في بلاد فارس عام 106هـ / 724م من أبوان مجوسيان، ولما اعتنق الاسلام
سمى نفسه عبد الله ابن المقفع، وتكنى بأبي محمد، وقتل عن عمر شاباً يناهز الخامسة
والثلاثين.
§ موت ابن المقفع
إنّ الرأي الأرجح في سبب موته هو مشاكله
السياسية والتي بدأت بسبب تدخله بالحكم العباسي الذي كان في بداية نشأته، حيث بعث
برسالة إلى الخليفة أبو جعفر المنصور يعرض عليه فيها رأيه بأسلوب الحكم، ويخبره
بفساد مناصب كبيرة في نظام الحكم كافة. ولعل أبرز من كان يقصد بالفساد والي البصرة )سُفيان بن مُعاوية بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة (والذي كان
على خلاف شديد مع ابن المقفع، حتى تبادلا الكثير من عبارات الشتم وقيل أن ابن
المقفع سب أم يزيد مرة فقال له:"يا ابن المغتلمة" ويقصد بذلك المرأة
الفاجرة.وهي كلمة زادت الغيظ والغضب في صدر سفيان، وقال رداً على كلامه: "سأقتلك قتلة لم يُقتل بها أحد قبل ولن
يُقتل به أحد بعد"ولا ندري بحق أيهما كلفه حياته رسالته إلى المنصور أم كلمته
بأم سفيان، أم ما اتهم به من الزندقة والارتداد عن دينه، لكن الشيء الأكيد أن
سفيان زاد حقده عليه وبني هذا الحقد على دعم ومؤازرة من الخليفة نفسه مما شجع
سفيان على قتل ابن المقفع منفذاً تهديده بقتلة شنيعة لم يرى مثلها قط، حيث قطع
أجزاءه وهو حي وألقاه قطعة قطعة في النار أمام عينيه حتى مات من شدة التعذيب. ومن
الروايات ما يقول أن ابن المقفع كان قوياً وصبر على التعذيب وقال لسفيان أثناء
احتضاره: إذا
مــــات مثلي مـــات بموتــــه خـــــــلق كثير،وأنت تموت ليس يدري بموتك كبير ولا
صغير ومع أنّ حقيقة موته تبقى غامضة إلا أنّه لا بد من الإشارة بقول حق أنّ من
يقرأ كتاباته ينتبه إلى أنّ قائل هذه الحكم لا يمكن له أن يكون زنديق أو طائش يسب
ويلعن دون فكر، والله أعلم بالحقيقة.
اشتهر
عبد الله بن المقفع بِأنه على خِلافٍ شديدٍ مع سُفيان بن مُعاوية. وكان ابن المُقفع يعبث معه ويضحك عليه ويستخف به
كثيراً وقيل أن أنف سُفيان كبيراً فكان يقول له عبد الله بن المقفع إذا دخل عليه: السلام
عليكُما، يعني سفيان وأنفه معه؛
وقال له في أحد الأيام وهو يسخر منه أمام
الناس:
«ما
تقول يا سُفيان في شخص مات وخلف زوجاً وزوجةً ??».
وقال سفيان يوماً: «ما ندمتُ على سكوتٍ
قط».
فقال له ابن المقفع: «الخرس زينٌ لِأمثالك
فكيف تندم عليه!».
وورد عن سفيان بن معاوية أنه قال في إحدى
المرات: «والله لأقطعنه إرباً إرباً وعينه تنظر».
غضب سُفيان من ابن المُقفع يوماً وافترى عليه أمراً ما.
وعندما
سمِع عبد الله بن المقفع إفتراء سُفيان عليه قذف أُمّه وسبها وقال له: «يا إبْن المُغتلِمة،
والله مَا اكتفت أمك برجال العراق حَتَّى نكحها رجال أَهْل الشام». قَصد عبد الله بن المقفع بِالمغتلمة أي المرأة الفاجرة
الشبقيّة التي لا تكتفي من الرجال ولا تنطفيء شهوتها وأُم سفيان التي قذفها ابن المقفع
هي ميسون بنت المُغيرة بن المهلب بن أبي صفرة.
عِندما
قال عبد الله بن المقفع مقولته هذه زادت ضغينة سُفيان وحقد عليه وضمر له الكراهية لِذا
عزم على قتله والإنتقام منه فآمره بالقدوم إليه واستدعاه فقال له: «أتذكر مَا كنت تقول
عن أُمي ؟» ورد عليه عبد الله بن المقفع نادِماً
مُتَوّسِلاً: «أنشدك وأسألك بالله أيُها الأمير»
فرد عليه سفيان بن معاوية مُهدداً إياه: «أمي مغتلِمة كما قُلت سترى إن لم أقتلك
قتلةً لم يُقتل بها أحداً قبلاً ولّن يُقتل بها أحداً بَعداً». بعد ذلك ربطه وآمر بإحضار فرن تنور فَسجَّره وأوقده
حتى أصبح حامياً مُتوّقداً عندئذٍ آمر سفيان رجاله بِتقطيع أعضاء وأطراف عبد الله بن
المقفع عضواً عضواً وكُلما قطعوا عضواً من جسم ابن المقفع يقول لهم سفيان بن معاوية:
«ألقوه وأرموه في النار».
فجعل
رجال سفيان يقطعون أعضاؤه ثم يرمونها في الفرن حتى تحترق بينما يرى وينظر لها عبد الله
بن المقفع حتى هلك ومات من شدة التعذيب. وقال
له سُفيان عِندما كان يُحتضر: «ليس عليّ في المثلة بك حرجٌ، لأنك زنديق قَدْ أفسدت
النّاس».
( مصدر منقول)
Subscribe to:
Posts (Atom)