Wednesday, November 30, 2022

أغراض الشعر الجاهلي

 

أغراض الشعر الجاهلي

 لقد أثّرت البيئة الجاهلية بمُختلف مظاهرها في نفسية الشعراء الجاهليين، فانطلقت ألسنتهم في مختلف المناسبات، حتى سببت لتعدّد الأغراض. وهي:

الفخر

هوغرض بارز من أغراض الشعر الجاهلي. الفخر هو إظهار الفضل والعظمة والتغنّي بالأمجاد بالبطولة والشجاعة ، ولعلّ من أبرز الأمثلة على الفخر معلقة طرفة بن العبد وعمرو بن كلثوم. يقول طرفة بن العبد:

نَزَعُ الجاهِلَ في مَجلِسِنا = فَتَرى المَجلِسَ فينا كَالحَرَم

الهجاء

هو عكس الفخر والمدح, يعدّ الهجاء فنّ من الفنون الشعرية الغنائية ومن أبرز موضوعات الشعر الجاهلي، حيث يعبّر فيه الشعراء عن عاطفة الغضب أو الاستهزاء بغيرهم كما هو السب والشتم. ومن أبرز ما جاء في الهجاء الجاهلي ما قاله الشاعر أوس بن غلفاء في هجائه ليزيد بن الصعق:

وَجَدنا مَن يَقودُ يَزيدُ مِنهُمْ = ضِعافَ الأَمرِ غَيرَ ذَوِي نِظامِ

الغزل

هو وصف النساء، ومدحهنّ، والتعبير عن مشاعره نحوهنّ. هو فن قديم لدى كافة الشعراء، وأكثر الأغراض الشعرية انتشارًا. وقد تغزل الشاعر الجاهلي بالمرأة ووصف محاسن جسدها المحبوبة بعواطفه وخفقات قلبه بأروع اللوحات الوصفية. وهو نوعان في الشعر الجاهلي: الغزل الصريح والغزل العفيف. ومن أشهر هذا الفن الشاعر امرؤ القيس، يقول :

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَةٍ  =  ترائبها مصقولةٌ كالسجنجل

الوصف

هو رسم الصور البديعة، وتجسيدها وتزيينها بالخيال في شعره، بمختلف الظواهر البيئية التي كانوا يعيشون فيها. فوصفوا جمال الطبيعة الحية والطبيعة الصامتة والساكنة والمتحركة، فصوروا الصحراء وما تحتوي من جماد وحيوان وما يمكن أن يعتريها من الرياح والسحب والأمطار والظواهر المناخية المختلفة. يقول الشاعر امرؤ القيس :

ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَهُ = عَلَيَّ بِأَنْواعِ الهُمُوْمِ لِيَبْتلِي

المدح

هو الإعجاب بشخص ما وبصفاته الحميدة، والإكبار لأعماله الجليلة. قد يكون اعترافًا شعريًّا بصنع جميل، أو رغبة في معروف، أو حبًّا في أخذ العطايا والمنح من رؤساء القبائل. ومن أشهر الشعراء الجاهليين الذين اشتهروا بالمدح ثلاثة هم: الشاعر زهير بن أبي سلمى، والشاعر النابغة الذبياني، وأعشى قيس. يمدح زهير بن أبي سلمى هرما :

وَهو غَيثٌ لَنا في كُلِّ عامٍ  = يَلوذُ بِهِ المُخَوَّلُ وَالعَديمُ

الرثاء

هو إظهار الحزن، والألم على فقد أحدهم. وقد عرف العرب الرثاء قديمًا، ومن الطبيعي أن المرأة على الرجل في ندب الموتى لأنها أرق شعورًا وأدق حسًا، كما أن حياة الناس في العصر الجاهلي كانت تقوم كثيرًا على الحروب والقتل وسفك الدماء. ومن أبرز شعراء المراثي الخنساء. ترثي أخيها صخرًا :

أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا = أَلا تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى

الحكمة

هو النظر والتجربة الذاتية في الكون والحياة. هو فن مميز من فنون الشعر العربي الجاهلي. وقد كان العرب في العصر الجاهلي لا يعدّون الشاعر فحلًا إلا حين ينطق بالحكمة، حيث جاءت الحكمة في الجاهلية على قدر واضح وكبير من النضج العقلي والأسلوب السهل. ومن أبرز هذا الفن زهير بن أبي سلمى حيث يقول في معلقته:

رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب =  تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ

No comments:

Post a Comment