Thursday, October 7, 2010

فاطمة يوسف العلي وقصتها في قاعة المحكمة

استطاعت الكاتبة فاطمة يوسف العلى فى مجموعتها الجديدة " لسميرة وأخواتها " أنت تحقق انجازا جماليا ومعرفيا وذلك من خلال صياغات جديدة لإستنطاق المسكوت عنه فى حياة المرأة العربية ,ومن ثم تجاوزت القضايا التى تثيرها قطرا بعينه واقتربت بل توحدت الهموم فأصبحت تستوعب المرأة العربية فى أى قطر كانت , ويبدو أن مرحلة النضج الفنى وخبرات الكتابة والتجربة الخصبة , كل ذلك أسهم بشكل واضح فى الوصول إلى هذه الدرجة من التميز , وهذا لا يمنع من الإشتباك النقدى مع هذه القصص التى يجب أن تحظى بنوع من الغربلة النقدية , فهذه القصص تثير أسئلة هامة وتتضمن فى نسيجها اشكاليات جمالية ومعرفية ويبدو أن الكاتبة أرادت هذه المرة أن تغامر وتسبح فى محيط التجريب والتحديث ومن ثم قدمت لمشروعها هذا فى قصتها الأولى التى تحمل عنوان " فى قاعة المحكمة " فالشخصية المحورية فى هذه القصة وهى " وعد " متهمة , والإتهام موجه لها كما نرى
- يا وعد , قولى لهم , قولى لهم يا وعد , ماذا فعلت بالحروف والكلمات والجمل , أنت تعلمين فعلتك النكراء , وتطاولك على حمرة الخجل اللغوى وتعبثين فى اللغة بحجة التجديد وأنت تعلمين أن التجديد فى اللغة قمة الهذيان , حتى لا يستطيع أحد أن يمسك فيك كتفا أو رجلا , أنت متخمة بالتهيؤ يا وعد الأن ارتفعى الى مستوى نخاعى , وارفضى الإتهام
الكاتبة تطرح قضية اللغة التى هى أساس كل تجريب وتجديد والذى هو فى نظر البعض مجرد هذيان , وهذه هى القيمة الجمالية التى تثيرها القصص , أما القيمة المعرفية المقترنة بها والتى تكشف وتفصح عن المستور فقد جاء ذلك على لسان القاضى وهو يخاطب " وعد "
- تحدثى يا وعد , حذار أن تلعنى الفساد وتهاجمى البلاد , وتنتقدى الأولاد والعباد , تناسى القهر والشهر والمهر , والحرب والدرب والكرب , وكل ما مال , فالمال سال , والحال فى أفضل حال , وننعم براحة البال , بعد أن نفذنا والحمد لله طلبات أم العيال
هكذا تكون القصة الاولى فى المجموعة هى المفتاح للقصص الأخرى جماليا ومعرفيا , وكما أبحرت الكاتبة وغامرت فإن المتلقى مدعو إلى المغامرة لأنه الأولى بذلك فقد انتقلت السلطة من المؤلف إلى النص إلى القارىء , فهو مستودع الخبرات ومصدر التأويلات ومشارك فى صنع الدلالة
تحاول الكاتبة أن تطرح اشكالية جديدة تصدم بها الجميع وتكسب بها أرضا جديدة للمرأة وهى ارتباط اللغة بالأنثى , وهذا ما جاء فى دفاعها أمام المحكمة
- وحتى لا أطيل على عدالة المحكمة , ألخص دفاعى عن قضيتى التى لا يملك مثلى الدفاع عنها , أن تسمح لى عدالة المحكمة بأن أجمع عنفوان الشباب لهذه اللغة , إننى سيدى القاضى أعلم باللغة من أهلها , أنا التى حملتها فى رحمى ترنيما وغناء وكلاما وحديثا شفهيا , وربيتها بين الإنجاب , حتى استطاب نغمها واستجاب , لكل الأحباب , ونقلتها من مهد الملفوظ إلى المكتوب بصفو السحاب , واغتصبها الرجل منى باستبداده وسرقها , اللغة فى الأصل كانت فى دفتر حسابى تعاتبنى وأعاتبها ‘ن جاز عتابى , وأقربها وتقربنى إن غاب صوابى
حقوق المرأة المسلوبة من جانب الرجل , هى القضية التقليدية فى العلاقة بين الرجل والمرأة لكن أن يسرق الرجل اللغة التى هى ملك الأنثى ويسطو عليها هنا تكمن الإشكالية , نحن بصدد قضية جديدة فالأمر يرتد إلى أصل الأشياء , اللغة هى الأصل والصراع بين الرجل والمرأة على من يملك اللغة , وهنا تقرر الكاتبة أن المرأة هى الأصل لأنها تمتلك أصل الأشياء ألا وهى اللغة , وهنا يتداخل المعرفى مع الجمالى وتنصهر الفكرة مع الصورة , وينوحد المبنى مع المعنى
وإذا كانت هذه السمة هى الأكثر شيوعا فى المجموعة فهناك أيضا مجموعة من السمات والظواهر الفنية التى تحتفى بها القصص :
تميل القصص إلى الطول نسبيا , ومعظم القصص تزيد عن عشرين صفحة , ورغم هذا الطول النسبى فإن هذا الطول النسبى لم يفقدالقصص سمة القصة القصيرة من حيث التكثيف والتركيز وأسلوب صناعة الأزمة , فالقصة القصيرة هى فن صناعة الأزمة وهى العزف على أوتار الفكرة الواحدة كما أن معظم القصص تتسم بوجود المرأة كشخصية محورية , هى المرتكز الذى تدور فى فلكه الشخصيات الأخرى وتنسج من خلاله الأحداث , فالمرأة هى اللغة التى تتفجر وهى الجذر الذى يتفرع وأصل كل الأشيا

3 comments:

  1. فاطمة يوسف العلي ye search cheythappol kittiyatha

    nalla blog, thudaruka

    visit our website at: http://arabicuniversitycollege.yolasite.com/

    n. shamnad
    department of arabic
    university college
    thiruvananthapuram

    ReplyDelete